آن الأوان للمصريين جميعا أن يتوقفوا عن الإغراق والاستغراق في قضايا السياسة, ولنلتفت جميعا إلي الأزمة الاقتصادية. البلد في خطر, والدولار شحيح, والمقرضون متربصون بنا لإيقاف قروضهم, وعجز الموازنة يكاد يبلغ عنان السماء, ومع ذلك انظر لنخبة القوم كيف يتشاجرون معا, بمنتهي السذاجة علي قضايا وهمية, تاركين أصل الداء, الذي هو الاقتصاد. نحن نغرق يا سادة ورغم ذلك تجد الفضائيات غارقة في نقاشات لاجدوي منها حول الدستور, والانتخابات والمواد الخلافية! يا ناس.. لا معني للدستور, ولا للانتخابات, ولا حتي للديمقراطية كلها, في بلد مفلس. وطبعا لا يستطيع المرء اتهام أحد بالتآمر لأننا جميعا مصريون, وأبناؤنا هم من سيرون هذا البلد, وبالتالي لا مصلحة لأحد في إفلاسها واغراقها, وإنما هي الغفلة, والنظر للأمور ببساطة واستسهال وكسل. المطلوب أن تتوقف ماكينة الإعلام الجبارة والهشة في الوقت نفسه! عن إعادة طحن الكلام الفارغ. يجب علي الفضائيات والصحف كلها( المملوكة للدولة, أو للقطاع الخاص) التوقف فورا عن بث الذعر والرعب واليأس في قلوب المصريين. انشروا الأمل بين الناس, وجهوا لهم الدعوة للانخراط في العمل, ركزوا موضوعاتكم علي كيفية اعادة السياحة, ومقاومة الإسراف, والإخلاص في العطاء. كفوا أيديكم أيها العابثون عنا نحن المصريين, البلد يستصرخكم, ويخاطب ضمائركم: كفاكم تخريبا لأرواحنا. لقد شبعنا إحباطا ويأسا. ولماذا لاتبدأون من اليوم في الكف عن الحديث في السياسة, والتركيز علي الاقتصاد؟ زوروا المصانع المتوقفة, التقوا بخبراء الصناعة والسياحة والزراعة والبترول والكهرباء, واسألوهم عن الحلول. ازرعوا فينا الأمل, فالدنيا سوداء في عيوننا بما فيه الكفاية. وتبقي نصيحة للمواطن العادي الغلبان: إذا رأيت فضائية, أو صحيفة, أو خطيب مسجد, أو راعي كنيسة, يبث فيك اليأس والإحباط والكراهية للبلد.. فانصرف عنه علي الفور, فلم يعد في البلد مكان للسواد والظلام!.