لا شك في أن كل ما نراه علي مسرح الحياة هو صراع بين الظلم والعدل, وهو صراع لا ينشأ من فراغ و لا تصنعه المطامع والمصالح فقط وإنما الصراع دائما انعكاس لمناخ عام... وعندما يصبح المناخ مهيأ لكي يمارس أي طرف يستشعر في نفسه القوة والقدرة علي تغييب القوانين التي هي مقياس العدل والشرعية تنشأ الصراعات وتتزايد الأحقاد وتتولد الكراهية وتصبح الحياة كأنها علي سطح صفيح ساخن! وليس أبغض من توظيف الظلم باسم العدل أو ادعاء الالتزام بالعدل من خلال إضفاء شرعية قانونية علي الظلم. والذي نراه علي مسرح الحياة في تعامل البشر مع بعضهم البعض أو تعامل الدول مع بعضها البعض, هو التأكيد الوحيد لضياع الخط الفاصل بين العدل والظلم رغم ما حققته الإنسانية من تقدم مذهل في الفكر والعلوم والآداب وادعاء الانتصار لحقوق الإنسان. وما لم يتنبه الناس إلي حتمية العودة لتبيان الخط الفاصل بين العدل والظلم فإن الزمام سيفلت- إن عاجلا أو آجلا- وساعتها ستعم الفوضي وتتعمق الصراعات... وربما تصبح الحضارة الإنسانية نفسها في مهب الريح ويعود الكون إلي نقطة البدء عندما كان أمرا طبيعيا أن يقتل قابيل أخاه هابيل. إن الظلم دائما هو الابن الشرعي لغرور القوة خصوصا إذا كانت مفاتيح القوة في أياد جاهلة لا تدرك أن ما يتم حصاده اليوم- بالإكراه- سوف يتحتم تسديده غدا أو بعد غد بإكراه أشد منه عندما تتبدل الموازين ويزول الخلط المعيب بين الحق والباطل! خير الكلام: عندما يطاردك الشر فلا تناطحه وإنما عليك أن تحاصره! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله