فى ذكرى أيام الغضب والحلم.. أتذكر بابتسامة حزينة، سذاجة جعلتنى أكتب هذا المنشور..وأتوجه به إلى الجانب الآخر من أرض المعركة الدائرة فى محمد محمود لعلنى أوقظ ضمائر مغيبة رغم اعتراض الرفاق ورغم همهمات تجاهلتها من الضباط المرابضين هناك والعساكر الذين أشك بمعرفة معظمهم بالقراءة وقد آلمتنى نظراتهم العدائية لى وأنا أوزع منشورى عليهم لأننى كنت أحمل رمزا لمعسكر الأعداء.. بل كنت ملتفحة به.. ... إنه......علم مصر! كان عنوان المنشور «لا تقتلنى يا أخى» وهذا نصه الحرفى: (نعم مازلت أسميك أخى.. ألم يكن قابيل أخو هابيل..مات هابيل وعاش قابيل يتجرع مرارات الندم التى لا تمحوها كل مكاسب الدنيا ومتعها..حتى أحضان الأخت الفاتنة.. رحل قابيل لكنك لم ترحل بعد...فات أوانه ولم يعد فى استطاعته إصلاح ما اقترفه..أما أنت فأوانك لم يفت بعد.. حتى قابيل لم يتردد فى أن يدارى سوءة أخيه ولم يكن يراه أحد..أما أنت فقد ألقيته أمام العالم أجمع في.....الزبالة؟؟ تذرع كيفما شئت بالأوامر من الباشا والباشا الأعلى منه .. ولكن بقليل من البصيرة لا البصر.. لو توجهت بنظرك إلى أعلى قليلا سترشدك فطرتك السوية إلى الأعلى من كل باشواتك هؤلاء.. إنه هناك يرى كل شىء ولا يغفل عن مثقال ذرة. تذرع كيفما شئت بالثأر الكاذب لما اقترفه البعض تجاه رفاق لك بهمجية ووحشية.. ولكن حاول أن تتذكر ما احترف هؤلاء الرفاق اقترافه لسنوات من همجية ووحشية..تذكر عدالة السماء، حتى لو تعرض بعضهم للظلم.. أحلال عليهم ظلم البشر جميعا وحرام على من تجرع مرارته أن يخطئ مرة..تذكر من رعى البلطجةواستثمرها وحولها إلى وظيفة حكومية . تذرع كيفما شئت بمصلحة البلد كما حاول إعلام مضلل وقيادات فاسدة أن توهمك لسنوات طويلة فبذمتك هل كانوا حريصين حقا على مصلحة البلد..إذن أين هو حصاد 30 سنة من العمل لمصلحة البلد.أين نحن من كوريا وماليزيا وتركيا. اهرب من نفسك كيفما شئت..من ضميرك..استمتع بعبارات منافقين - ينتظرون مصلحة معلقة بتوقيعك أو واسطة تمنحهم ميزة على غيرهم - على إنجازاتك العظيمة فى النيشان لفقء عين شاب ليس لديه سند فى الحياة (والبركة فى النظام الذى تحميه) سوى عافيته التى سلبته إياها.. فهل من يقذف عليك طوبة برمزية مقاومة للنظام وليست بشكل شخصى يستحق أن تسلبه نور عينيه للأبد بل وحياته.. ولكننى فى النهاية أراهن عليك.. أو على جزء منك مازال هناك.. شىء بداخلك جعل الرسول الكريم يصفك بخير أجناد الأرض.. أراهن على قبلة نصلى لها جميعا متجاورين. أراهن على كنيسة أوقدنا شموعها يوما معا متضرعين. أراهن على أبناء تود أن يفتخروا بك يوما لا أن يرثوا بضعة أوراق ملوثة بعارك.. أراهن على غد حلمت به كما حلمنا بلا ظلم و فساد تجرعته أنت قبلناعندما تقاضى زميل عنبرك أضعاف راتبك وامتيازاتك وتقديرًا بلا استحقاق رغم عدم تميزه عنك فى شىء سوى أنه ابن فلان.. أراهن على وطن ننتمى إليه جميعا مات من أجله إخوة لك صانوا شرف الزى العسكرى وضحوا بحياتهم من أجله فى بطولة وتفان من أجل امن وسلامة شعب ورحلوا فى صمت بينما المدعون يجنون الثمار.. فهل تواجه الخزى بينما يحصد الكبار الملايين وعند الحساب يتملصون من المسئولية وتدفع انت الثمن. فاستفت قلبك ولتكن سيف العدل المشهر وفارسه النبيل..لا شيطان أخرس تشهد وحشية قرناء بلا ضمير وتشاركهم ولو بالصمت العاجز..ولتنصر أخاك ظالما بأن تقومه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام.. انتمائك لمن.. لمن لا ضمير لهم حتى لو كانوا رفاقاً لو كانوا فى مكانك لتخلوا عنك فى لحظات- وسيدفعون ثمن جرائمهم كاملا يوما ما.. أم لوطن يستغيث.. ولا زالت مصر تستغيث.. ولا زالت اسمع النداء يدوى.. لا تقتلنى يا أخى. تم نشره بالعدد رقم 623 بتاريخ 19/11/2012