متكئة علي عصاها نزلت سيدة مسنة من سيارة أجرة لتبحث عن مكانها في طابور طويل اصطفت فيه السيدات علي باب لجنة الاستفتاء, تحملت المشقة وصعوبة الحركة مع كبر السن. لتشارك بالإدلاء برأيها في حدث شعرت أنه يشكل مستقبل أولادها وأحفادها وفي الطابور نفسه اجتمعت سيدات وفتيات من جميع الأعمار مسلمات ومسيحيات محجبات وغير ذلك, كلهن وقفن لساعات طويلة متحملات التعب مصرات علي المشاركة, ولم تمنعهن برودة الطقس ولا الخوف من وقوع مصادمات بل صممن علي الذهاب والإدلاء بأصواتهن, وهناك من اصطحبن أولادهن الصغار معهن لأنهن لم يتمكن من تركهم في البيت ففضلن الذهاب للجنة بصحبة أطفالهن علي عدم الذهاب والمشاركة. ونقلت شاشات التليفزيون اعتراض بعض السيدات علي بعض المخالفات التي حدثت في بعض اللجان فتصدت لها النساء الواعيات دون خوف. عدد النساء المشاركات في الاستفتاء قد يفوق عدد الرجال في جميع المحافظات, وهذا لم يكن غريبا علي المرأة المصرية التي كانت دائما عنصرا فاعلا في مجتمعها, ولم تبخل علي وطنها بأغلي ما تملك وأعز ما لديها من زوج أو أبناء. كم هي مشرفة المرأة المصرية التي ربما لا تحظي بالاهتمام الكافي ولا الرعاية التي تستحقها لكنها أبدا لا تبخل علي وطنها ولا تتردد في المشاركة في صنع مستقبل أفضل لأولادها, إنها واعية قوية لا تقبل الهزيمة وقادرة علي أن تصنع الفرق. [email protected]