الشعب المصري العظيم استعاد قوته وإرادته ولن يخضع مرة أخري لظلم حاكم أو حكومة.. وفي متابعة الاستفتاء في المرحلة الأولي شاهدت الحرص والإصرار علي التصويت والوقوف ساعات طويلة في الطابور دون كلل أو ملل.. وفي هذه الظروف الصعبة التي جري فيها الاستفتاء خرجت نساء مصر العجائز والفتيات في جماعات وكان لديهن حرص شديد علي التصويت برغم حالة التباطؤ التي تمت في بعض اللجان.. في اللجنة التي أدليت بها بصوتي وهي لجنة مدرسة نجيب محفوظ في الحي العاشر بمدينة نصر شاهدت كيف يستند العجائز من الرجال والنساء علي السلالم للصعود للدور الثاني والثالث برغم وجود فصول وقاعات في الدور الأول وهذا تقصير في التنظيم يجب تلافيه! مشقة وصعوبة حتي ان إحدي السيدات الطاعنة في السن لم تستمع لنصيحة ابنها بالانصراف بدون تصويت لصعوبة صعودها السلالم للدور الثاني.. وقالت له.. هذا واجب وطني.. وربما أموت وأريد أن أشعر انني قمت بواجبي نحو بلدي من أجلك ومن أجل أحفادي.. وفي طابور النساء الطويل الذي لو كان في أي موقف آخر لشاهد المراقب له خناقات ومهاترات.. ولكنه كان منتظماً وراقياً وكان هناك حرص علي النظام والأكثر هذا الإصرار علي التصويت.. ولمدة تزيد علي الساعتين.. شاهدت حرصا وإصراراً علي الانتظار حتي التصويت وهي ظاهرة لم تحدث من قبل.. وأن من يري هذه المشاهد عليه ان يدرك ان هذا الشعب العظيم قد تغير إلي الأفضل.. ولعل في هذا كله رسالة سواء كان التصويت بنعم أو لا.. بأن هذا الشعب لم يعد لديه رغبة في منح شيكات علي بياض لأحد سواء كان حاكماً.. أو رئيس حكومة وسواء تمت الموافقة بنعم أو لا علي هذا الدستور فإن الشعب المصري سيظل دائماً هو صاحب الكلمة والقرار.. وقد خرجت فئات وجماعات ونساء وكانوا أبعد الناس عن ممارسة العمل السياسي لأن الشعب كان له رغبة أن يقرر مصيره. والمستقبل القادم علينا أن نحدده علي ضوء رغبة الشعب بكامله.. وأن يحترم الجميع القرار الذي سيصدر بعد انتهاء التصويت.. وألا يكون هذا في كل الأحوال تصريحاً مفتوحا أو شيكاً علي بياض ولكنها رسالة حتي يراجع كل طرف حدوده. إن مصر لن تعود إلي الوراء.. مصر جريحة.. وتعاني وأخطر ما تعانيه الانقسام الخطير الذي أصبح يرفرف علينا ويهدد استقرارنا.. والانقسام له مخاطره وأخطاره ليس فقط علي الحالة السياسية.. ولكن مصر الآن جريحة وهي تحتاج إلي إنقاذها وتضميد جراحها حتي لا نواجه التشرذم والانقسام ومخاطر الفقر حتي التي تضر المجتمع العربي كله. وستلحق الفوضي الضرر بالمؤيد والمعارض ومصلحتنا جميعاً في الحرص علي الوطن وتضميد جراح البلد من هذه الفوضي ولا يجوزبأي حال أن تستمر حالة الاستعلاء والغطرسة.. ورسالة نساء مصر في التصويت بالمرحلة الأولي في الاستفتاء هي ان مصر لن تسقط.. وان الشعب المصري لن يقدم شيكات علي بياض لأحد وعلي الجميع ان يدركوا رسالة نساء مصر التي ظهرت مؤخراً وهي كفيلة بأن تؤشر لمرحلة جديدة ساهمت في خروج هذه الفئة لإعلان موقفها بعيداً عن التهميش والإقصاء. ولم يحدث في تاريخ مصر خروج هذه الظاهرة من النساء للتصويت والحرص والإصرار علي الاستمرار في الطابور لساعات طويلة رغم المشقة والصعوبة حتي ان الغالبية العظمي منهن طال انتظارهن لساعات في بداية المساء في ظل برودة الجو هي حركة نسائية وتطور في المجتمع المصري واصرار شعبي علي اعلان موقف يجب أن يدركه الجميع فلا تهميش ولا اقصاء ولا انفراد لأحد بصياغة مستقبل هذا البلد وهي الرسالة التي أعلنتها نساء مصر في حركة تصويت وإصرار وعناد علي إعلان الموقف وهي بشري سارة ان هذا البلد يتجه فعلاً رغم كل الصعوبات للتغيير للأفضل لأن الطريق لا يزال طويلاً. كلمات لها معني النزاع الطويل يعني ان كلا الطرفين علي خطأ فوتير