وصف تجار التجزئة بمصر الحالة الاقتصادية التي يمر بها وضع السوق بحالة ليلة شتاء طويلة علي الدستور الجديد. في البداية يقول حنا سعيد سيدهم: كنا خلال الأعوام الماضية نحجز هدايا أعياد الميلاد من الدباديب وبابا نويل وأشجار أعياد الميلاد قبل حلول العام الجديد بفترة زمنية, موضحا أن طلبات الأسرة تختلف من شخص لآخر, فمنهم من يحتاج إلي الشجر القصير الذي يتراوح طوله ما بين متر ونصف المتر إلي مترين, ليسهل نقلها إلي الشقق السكنية, بينما تحتاج المحلات والمراكز التجارية إلي أشجار طويلة يصل ارتفاعها إلي ثلاثة وخمسة أمتار. وأضاف أن الأسرة المصرية كانت تحتفل برأس العام بشجرة الكريسماس والمشروبات الساخنة وكسر الأطباق الخزفية والزجاجات الفارغة في الشوارع خلال الدقائق الأخيرة من العام المنصرم, والهدف من ذلك توديع العام السابق واستقبال عام جديد بلا أحزاب أو ذكريات غير مرغوب فيها, والتمني بالمحبة والشفاء لكل المصابين والمرضاء. وأوضح أن ارتباط بابا نويل وشجرة عيد الميلاد وهدايا الأطفال مرتبطة بالروايات الشعبية, وهذه المناسبة تجمع العائلات لرؤية بعضهم البعض, خاصة الأطفال يرون في بابا نويل الشخص الذي يقدم لهم الهدايا عشية رأس السنة من كل عام إذا أحسنوا التصرف. ويضيف حنا سعيد سيدهم: أن المصريين في الأعوام الماضية كان استهلاكهم من الزينة وهدايا أعياد الميلاد وشجر الكريمساس يتعدي ال20 مليون جنيه, أما اليوم فنحن في هذا التوقيت من العام, وبالرغم من انخفاض الأسعار عن العام الماضي, لا تتعدي نسبة الحجوزات ال20%, وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد, بالإضافة إلي حالات الإفلاس التي تمر بها الأسر المصرية وتراجع بند الهدايا وأعياد الميلاد في اهتمامات الأسر المصرية, وذلك للعام الثالث علي التوالي. ويشير حنا سعيد سيدهم إلي أن الاحتفال بأعياد الميلاد ليس بالهدايا فقط, فالاحتفال يرتبط بالديك الرومي كوجبة أساسية, ويعتبرونهKingofTable أو ملك المائدة, هذه العادة شائعة بين العائلات العريقة أو بين الأسر التي تجمع أولادها وأحفادها في وجبة محبة, موضحا أن نسبة مبيعات الرومي خلال الأعوام الماضية كانت هائلة, هذا العام انخفضت بنسبة50%, وكنا زمان نسهر حتي الفجر.. أما الآن فننام مبكرا. ويقول شريف يحيي, رئيس شعبة الأحذية والمصنوعات الجلدية بغرفة القاهرة التجارية, إن المحلات التجارية الواقعة في محيط قصر الاتحادية ورابعة العدوية والتحرير, بالإضافة إلي الطرق المؤدية إليهم, كلها تغلق أبوابها ثلاثة أيام في الأسبوع: الجمعة والثلاثاء والأحد أجازة نهاية الأسبوع التجاري.. كل ذلك خوفا من حدوث أي اشتباكات في تلك المناطق وخوفا من عمليات السطو أو التخريب, تقوم تلك المحلات بالإغلاق, ونتيجة ذلك مزيد من الخسائر والعمل في أحسن الأحوال بنصف القوة العاملة وتسريح850%, مما يزيد من حالة البطالة والاحتقان لدي هؤلاء العمال وحسرة لدي أصحاب العمل, لأنهم دربوا هؤلاء العمال ووصلوا إلي درجة من درجات حسن الأداء والخبرة المطلوبة لذلك العمل. وطالب محمد إسماعيل عبده, رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة, جميع القوي السياسية في مصر بضرورة التوافق الفوري لعبور المرحلة الانتقالية الراهنة, خاصة أن حالة الانشقاق الحالية بين صفوف المصريين تهدد جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية, وبالتالي سيكون لها تأثير سلبي علي الاقتصاد الوطني. وأشار محمد إسماعيل عبده إلي أن رءوس الأموال الأجنبية كثيرة تترقب تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في مصر من أجل دخول السوق المصرية, مؤكد أن الإسراع في إيجاد مناخ مستقر علي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والتشريعية سيحفز هذه الاستثمارات علي الدخول إلي السوق المحلية. وأكد أن الحوار والتفاوض هما الطريقة الأفضل للتعامل مع المستثمرين وتعديل أو إلغاء البنود المعيبة في أي اتفاقية مبرمة بدلا من اللجوء إلي القضاء, خاصة أن المستثمر يرغب في الاستقرار من أجل استمرار العمل وتحقيق الأرباح. وأوضح محمد إسماعيل عبده أنه ليس من المنطق فسخ التعاقد مع المستثمرين, لأن المستثمر حصل علي موافقات من الجهات المعنية قبل عمله. وأشار إلي وجود صعوبة كبيرة وقال عمرو خضر, عضو أمانة القاهرة لحزب الحرية والعدالة ورئيس شعبة الورق بغرفة القاهرة: في حالة التوافق علي الدستور يعني بالتبعية عودة الاستقرار إلي السوق التجارية والبنية الاقتصادية ويشجع الاستثمار الأجنبي, حيث إن أي مستثمر حاليا يتردد عدة مرات قبل اللجوء إلي مصر بسبب عدم وجود مؤسسات ثابتة ومنها الدستور. وفي حالة الاستقرار, يجلب رءوس الأموال العربية والأجنبية, مثال ذلك عندما حدث هدوء نسبي ارتفعت البورصة. وأضاف أنه يجب التعامل بجدية مع الأجهزة الحكومية من بعض الظواهر التي استجدت علي مصر مثل الأزمة الحالية في وضع الدستور الجديد للبلاد والأحداث الدموية بين المؤيدين والمعارضين ونزيف الدم الذي لا يفرق بين أبناء الوطن الواحد, بالإضافة إلي المطالب الفئوية وغيرها من العوامل التي تؤثر سلبا علي الاقتصاد المصري. وأوضح اللواء عفت عبدالعاطي, رئيس شعبة أصحاب السيارات بغرفة القاهرة, أن الاشتباكات الأخيرة في محيط قصر الاتحادية وبعض الميادين في المحافظات زاد من خوف أصحاب معارض السيارات, مما أدي إلي إغلاقها, مشددا علي أصحاب المعارض الموجودة في محيط الأحداث بأخذ إجراءات الأمن والسلامة لحماية معارضهم من السرقة والتخريب.