استجاب شعب مصر العظيم لنداء الواجب, وتحمل أكثر من طاقته,وذهب يوم أمس الأول ليقول' لا' لمسودة الدستور غير المتوافق عليها, وفي المرحلة الثانية, التي ستجري يوم السبت المقبل سوف تكون الضربة القاضية, بعون الله وتوفيقه, لكل من أراد الإقصاء والتهميش, وأضمر التمييز بين فئات الشعب وطوائفه, ووفاء لوصية مخلصة, جاء فيها:' هذه هي آخر' تويتة' قبل نزولي للدفاع عن الثورة, إذا استشهدت لا أطلب منكم سوي إكمال الثورة'. أرثي هنا الزميل الصحفي الناصري الثائر, الحسيني أبو ضيف, شهيد نظام قائم علي الإقصاء, توفي إلي رحمة الله يوم الأربعاء الماضي, متأثرا بإصابته بطلق ناري أحدث كسورا بالجمجمة, وتهتكا بالمخ, خلال تأدية واجبه, في أشرف وأطهر المعارك من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. إستيقظ أبو ضيف في الثامنة صباحا.. طلب الإستئذان ليوم واحد من حضور دورة تدريبية عن التصوير بنقابة الصحفيين لقيامه بتغطية فعاليات الإعتصام عند قصر الإتحادية, إستقل مترو الأنفاق مع صديقه الفنان التشكيلي محمود عبد القادر, كان مهموما بمشروع خطوبته, لينهره صديقه عبدالقادر في سخرية:' جواز إيه بس دالوقتي يا أبو ضيف.. خلينا كدة عزاب أحرار هنكمل المشوار..!! مع إقتراب مغيب الشمس بدأت حشود الإخوان تتوافد صوب الخيام المنصوبة للمعتصمين المسالمين أمام القصر.. كانوا يزيلونها من جذورها ويضربون ويسبون المعتصمين المسالمين.. سجلت كاميرا الحسيني كل تلك المشاهد المؤسفة. في تلك اللحظات, تذكر الحسيني, وهو يزين عنقه بكوفية فلسطين, الوقفات التي كان يشارك فيها علي سلالم نقابة الصحفيين, منددا بمحاكمة قيادات الإخوان المسلمين, وغيرهم من المعارضين للنظام إبان العهد البائد.. إنزوي الحسيني هو وصاحبه في أحد الأماكن البعيدة عن مسرح المواجهات غير المتكافئة أمام الإتحادية ليفحصا الصور, بعيدا عن أعين المهاجمين.. فجأة سقط الحسيني غارقا في دمائه, فيما اختفت الكاميرا بما فيها من صور فضلا عن متعلقاته الشخصية وسط إنشغال الجميع بمحاولة إسعافه. تقول الناشطة السياسية دينا عبدالله أنها كانت في مكان قريب من الحسيني قبل إصابته بدقائق, وقال لها: أنا ها أروح أصور جرائم الإخوان وقتلهم للبشر وأرجع لك تاني عشان نأكل, لكنه عاد بطلق ناري في رأسه, ومات وهو جائع! وتقول خطيبة الحسيني وهي تنتحب: جبنا العفش.. وكنا هنتجوز قريب.. ومن النهاردة أنا عدوة الإخوان. في رواية كتبها أحد أصدقائه علي موقعه للتواصل الإجتماعي' فيس بوك': عرفت الحسيني وهو في العام الدراسي الثاني بكلية الحقوق, جامعة أسيوط, وقد انضم للحزب الناصري, وكان من أنشط شباب الحزب, ونموذجا فريدا في النضال ضد الإستبداد. يضيف: إستشهد الحسيني وإعترض بشدة علي مقولة ترددت عشية الإعادة بين شفيق ومرسي مفادها أن شفيق أقل ضررا من مرسي, فيما قيل وقتها: أن مرسي سوف يفعل السيناريو ذاته, أعود إلي إستجابة شعب مصر العظيم لنداء الواجب, لأقول أن أوهام الإخوان ومريديهم بأنهم أغلبية كاسحة قد سقطت, كما سقطت معهم كل حيل التمسح بالدين لتحقيق مصالح إنتخابية, في الوقت نفسه فقد زادت درجة وعي المصريين بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. أما أنت يا زميلنا و يا رفيق النضال ويا قائدنا, الحسيني أبو ضيف, فنقول لك وبالفم المليان: ها نحن نسير علي دربك, ولن نتواني عن تنفيذ وصيتك, وها هي بشائر إكمال الثورةقد ظهرت وبانت.في المؤشرات الأولية للإستفتاء علي المسودة. ونقول أيضا حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن إغتال البراءة الثورية, ونقاء السريرة ونبل المقاصد.. إنا لله وإنا إليه راجعون. المزيد من مقالات كمال جاب الله