سوف تضطلع القوات المسلحة بدور مهم في الحفاظ علي امن مقار الاستفتاء وضمان وصول الناخبين الي الصناديق بيسر وأمان, في يوم عصيب يجسد ذروة انقسام الامة علي دستور لا يحظي بموافقة نسبة كبيرة من الشعب , ولست أشك في ان القوات المسلحة سوف تحافظ علي تقاليد عملها في هذه الظروف الصعبة بحيث تصبح عونا للمواطنين, تمارس مهامها في حيدة كاملة وتقف علي مسافة واحدة من الذين جاءوا ليقولوا نعم او لا, دون ان تتورط في التوسع في استخدام حق الضبطية القضائية الذي تضمنه قرار رئيس الجمهورية, بحيث لا يتم استخدامه إلا عند الضرورة القصوي, حتي لا يتكرر ما حدث خلال الفترة الانتقالية, ونجد انفسنا امام اعداد كبيرة من الشباب يمكن ان يخضعوا لمحاكمات عسكرية!, وتسوء العلاقة مرة اخري بين الجيش وشباب الثورة التي لا تزال في حاجة الي مصالحة جادة. وإذا كان الاتجاه الغالب لقوي المعارضة المدنية هو مقاطعة الاستفتاء وليس الذهاب الي صناديق الانتخاب, فأغلب الظن ان فرص الصدام بين الناخبين امام مقار الاستفتاء سوف تتقلص كثيرا, رغم ان إجراء الاستفتاء علي مرحلتين تستغرقان اسبوعا سوف يساعد علي المزيد من الاضطراب والقلق في الشارع المصري, لان الاصل في كل الاستفتاءات ان تتم في يوم واحد تعلن في نهايته نتائج الاستفتاء منعا للبلبلة والشائعات, خاصة ان شباب الثورة المقاطعين للاستفتاء سوف ينشطون في الشوارع والميادين للترويج لفكرة المقاطعة في الوقت الذي تنشط فيه قوي جماعة الاخوان والسلفيين في عمليات حشد الموالين بما يزيد من احتمالات صدام الجانبين في هذا اليوم العصيب! والواضح من اتساع حجم المعارضين ان فرص تمرير الاستفتاء بنسبة موافقة عالية سوف تكون محدودة رغم ان تيارات الاسلام السياسي سوف تستثمر قدرتها علي الحشد الي حدودها القصوي, وربما يكون من الصعوبة بمكان ان يحصد الدستور الجديد موافقة اغلبية معتبرة تحصنه من غضب الشارع السياسي وتضمن رسوخه وبقاءه, وبدلا من ان يكون الدستور الجديد عنصر تصالح ووفاق يصبح عاملا مضافا يزيد اسباب الفرقة والاستقطاب ويباعد بيننا وبين الاستقرار الذي تحتاجه مصر كي تتفرغ لمشاكلها الحقيقية. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد