بالامس طويت صفحة عام مضي بحلوه ومره.. واليوم نبدأ عاما جديدا. آملين ان يكون حافلا بالإنجازات والبطولات علي الرياضة المصرية.. وكل عام وانتم بخير. لم يتبق سوي أيام قليلة وينطلق العرس الافريقي. واعني هنا بطولة كأس الامم الافريقية التي تستضيفها انجولا خلال الفترة من10 إلي31 يناير الحالي. ويسعي منتخبنا الوطني للدفاع عن لقبه الفائز به عامي2006 و2008 وان كان يدخل البطولة في اجواء وظروف غير طبيعية, خلفتها أحداث مباراة الجزائر بالسودان وفقدانه لبطاقة التأهل للكأس.. اضافة إلي الاصابات الكثيرة والكبيرة في عناصر الفريق الاساسية, التي خلفت وراءها هي الاخري العديد من التساؤلات وتركت جرحا بكبرياء البعض! فلا خلاف علي ان الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة حسن شحاتة هو المسئول الاول والاخير عن اختيار اللاعبين, فلماذا أقحم نفسه في أزمة جديدة.. كان في غني عليها لو ظل متمسكا بمواقفه السابق!. لقد آثار انضمام أبوتريكة للمنتخب وهو مصاب حالة من التساؤلات سيطرت علي الشارع الرياضي لم نجد لها تبريرا حتي هذه اللحظة.. كيف ينضم أبوتريكة الغائب عن المشاركة مع فريقه وهو الذي يخضع لبرنامج تدريبي للإصابة. في نفس الوقت الذي يتجاهل زميله بركات وهو غير مصاب ولكنه لايشارك أيضا! ودخل الجهاز الفني للمنتخب في ازمة لامبرر لها في ظل تحذيرات وتهديدات واعتراضات الجهاز الفني للاهلي.. واخيرا كانت النتيجة خروج أبوتريكة! وان كنا لانختلف علي امكانات أبوتريكة وأهمية وجوده حتي من باب التفاؤل, ولكن يجب علينا ايضا ان نراعي المنطق والشفافية في التعامل مع اللاعبين قبل اتخاذ أي قرار, ولايكون ذلك علي حساب اي لاعب مهما كان اسمه أو ناديه! وما ان اغلقنا هذا الملف, حتي فاجأنا الجهاز الفني باستبعاد أحمد حسام ميدو لاعب الزمالك من قائمة ال23.. واصبح السؤال الدائم في كل الفضائيات عبر وسائل الاعلام لماذا تم استبعاد ميدو؟! وفي الحقيقة لا أجد أجابة للرد علي هذا التساؤل, ولكن أرد عليه بسؤال آخر, واري انه كان من الأوقع لماذا تم ضم ميدو؟ واري ان الجهاز الفني للمنتخب الوطني اخطأ تقدير الامور واستعجل في اختيار ميدو من البداية لانه كان يعلم مستوي اللاعب جيدا ومتابعا لاداء ميدو, الذي لم يقدم مستواه الحقيقي في الدوري حتي الآن ولم يصل بعد إلي الفورمة التي تؤهله للمشاركة مع المنتخب في كأس الامم بانجولا! ولو كان الجهاز يتعامل مع كل اللاعبين بنفس المنطق والحكمةالتي تعامل به مع ابو تريكة.. كان يمكنه الاستفادة من ميدو في مرحلة متأخرة للبطولة لو تم وضع برنامج تدريبي خاص به, ولكن مايحدث يندرج تحت حالة التخبط وعدم وضوح الرؤية عند الجهاز الفني الذي يبدو انه مازال متأثرا ويعاني منذ صدمة الخروج من كأس العالم أمام الجزائر! وما ينطبق علي أبوتريكة وميدو ينطبق ايضا علي محمد حمص في الاسماعيلي الذي آثر السلامة والتزم الصمت باستثناء بعض الفضائيات وهذا يظهر مدي قوة اللوبي الاحمر والابيض في الدفاع عن مواقف أنديتهما قبل الانتماء لمصر! هذا ليس دفاعا عن ميدو او حمص ولكنه تفكير بصوت عال. يجب ان يصل إلي المسئولين عن المنتخب واتحاد الكرة. من حق الاهلي يقضب لتجاهل المنتخب تقارير الجهاز الطبي بالنادي واخيرا تأكد انه كان علي صواب.. ومن حق ميدو ان يغضب ومعه الزمالك لانه كان يجب علي الاقل ان يتم التعامل معه بنفس المنطق الخطأ في تجاهل محمد حمص من البداية لانه لايمكن الحكم علي لاعب من مباراة! فهل كانت تجربة مالاوي مقياسا لينضم اكثر من32 لاعبا ولاختيار ال23 لاعبا؟! كل ما املكه حاليا هو الدعاء بالتوفيق للمنتخب الوطني وجهازه الفني برغم تحفظنا علي بعض مواقفه! ومناشدة الاعلام إغلاق الملفات القديمة, ومنح انفسنا الفرصة لمتابعة البطولة من اجل المحافظة علي استقرار الفريق.. وتأجيل الحسابات إلي ما بعد انتهاء كأس الامم.. وعلينا ان نتذكر دائما اننا جميعا بشر وغير معصومين من ارتكاب الخطأ.. وكم من الاخطاء التي يرتكبها الاعلاميون واصحاب الاقلام في النقد الرياضي!