حقا.. هل لم يعد الدين لله, ولا الوطن صار للجميع؟. هل أصبحنا في سوق كبيرة للصكوك,. صكوك للإيمان وصكوك للوطنية, وفي المقابل اتهامات بالتكفير والتخوين؟ باغتتني الأسئلة, وقبل أن أرد, اندفع الشاب الثلاثيني طارحا أسئلة مسكونة بالقلق والخوف: هل الوطن جماعة واحدة, أم أن الجماعة فقط هي الوطن؟. هل أنا مواطن في دولة, أم في عشيرة من الأهل والأحباب؟. ما هو مفهوم الوطن اليوم؟ هل هو علم اصبح هناك من لا يحييه, بعد أن تعددت ألوانه؟.أو سلام وطني يرفض البعض الوقوف عند عزفه؟. أم حدود تعبر من خلال الأنفاق؟. أم جماعة إنسانية بدلا من أن نتعاون لتحقيق أهداف مشتركة, انقسمت علي نفسها؟ لا أعرف استطرد الشاب كيف ستتحقق الأخونة التي يتحدثون عنها؟.وهل بعد الأخونة سوف نأتي السلفنة؟. أم سيتم عمل مزيج منهما, حتي يتحقق شرع الله؟. وهل عاشت مصر عمرها المديد ناقصة إيمان, وآن لها أن تتوب علي أيدي الفاتحين الجدد, حتي لا تخالف شرع الله؟!. من هم الشهداء, ومن هم الثوار, ومن هم الفلول؟وما الفرق بين قناصة النظام السابق والميليشيات المؤهلة للاحتراب الأهلي القادم؟! حاولت أن أقاطعه, ولكنه لم يستجب وأكمل أسئلته بغضب شديد قائلا: بالله عليك ماذا تعني هذه العبارات:إن الديمقراطية التي ينادي بها التيارات السياسية والمعارضة تشبه صنم كفار مكة الذين يصنعونه من العجوة ليسجدوا له, ثم يأكلونه حينما يجوعون. إننا سوف نغلظ علي هؤلاء العلمانيين القول تنفيذا لأوامر الله في القرآن الكريم: وأغلظ عليهم. لم أعد احتمل أسئلة الشاب, فصرخت في وجهه قائلا: هل هذا امتحان, وقبل أن أكمل نظر الي مقاطعا بنبرة آسفة: نعم انه امتحان لنا جميعا, وذلك قبل الامتحان الكبير الذي أصبح يطرق الأبواب, وحتما سوف نرسب فيه, اذا لم نتراجع عن سياسة حافة الهاوية. قلت له هون عليك, فرد حزينا: أنا لا أريد أن يتحول الوطن الي مجرد صور معلقة علي جدران الذاكرة. فقلت: وأنا أيضا. المزيد من أعمدة محمد حسين