كل خبراء التعليم يؤكدون إنه إذا بقيت الطريقة المتبعة في تنفيذ المناهج التعليمية ترتكز إلي تحفيظ التلميذ قدرا معينا من المادة في كل مقرر دراسي كي يؤدي به الامتحان آخر العام فإن ذلك يحول دون تحقيق التطوير المنشود. وبالتالي تشجيع الآباء علي استسهال شراء التفوق والنبوغ الوهمي لأبنائهم عن طريق الدروس الخصوصية ونماذج حل الامتحانات. وليس من شك في أن الطريقة التي يتبعها المدرس في تدريسه لها أكبر الأثر في تنمية عادات التفكير العلمي السليم لديهم أو إعاقتها عن النمو.. ومن الطبيعي إنه إذا كان المدرس نفسه لا يمارس الأسلوب السليم للتفكير العلمي, ويفتقر في تكوينه إلي الاتجاهات العلمية نتيجة عدم إعداده علميا ومهنيا بدرجة تؤهله لمهنة التدريس فإنه من المستحيل أن ننتظر أن تتخرج علي يدي مثل هذا المدرس أجيال جديدة تؤمن بالتفكير العلمي. إن استراتيجيات التعليم في الدول الحديثة لم تعد تسمح للمدرس بأن يقدم لتلاميذه الأفكار والمعلومات التي كان من الممكن أن يصلوا إليها بأنفسهم حتي لا يتعود التلاميذ علي الكسل والتواني أو التخاذل عن التفكير وينتظرون من المدرس- دائما- أن يفكر لهم وأن يقدم الحلول الجاهزة لأية مسألة مستعصية علي الحل! ومن هنا فلست أظن أن استحقاقات تطوير التعليم تسمح لنا ببقاء ذلك النظام التعليمي الذي يحدد للمدرس منهجا بعينه يتحتم عليه تدريسه علي مدي العام وإجراء الاختبارات الشهرية والدورية عن طريق طرح أسئلة نمطية لا تدعو إلي التفكير فالمدرس الذي يلقي علي التلاميذ أسئلة لا تتطلب الإجابة عنها سوي سرد لما هو في الكتب والمذكرات يقتل في داخل التلاميذ منهج التفكير العلمي. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: أسوأ الزملاء من يتدخل فيما لا يعنيه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله