تلقيت علي مدي الأيام الأخيرة عشرات الرسائل حول ما كتبته عن أهمية التعامل بجدية مع قضية تطوير التعليم ولست في حاجة إلي القول بأن هذا الاهتمام بقضية تطوير التعليم يعبر تعبيرا صادقا عن وجود تيار عريض في الشارع المصري يري أن العملية التعليمية في مصر مازالت دون مستوي الحلم ودون مستوي الطموح تحت رايات الإصلاح والتحديث والديمقراطية. وثمة توافق عام في معظم الرسائل التي تلقيتها حول تشخيص الأزمة وكذلك حول سبل العلاج الممكنة كما أن هناك ما يشبه الإجماع علي أن نقطة البداية يجب أن تبدأ من مراحل التعليم الأولي وأنه لا يكفي أن تعلن الدولة في سياستها عن اهتمامها بتدريب التلاميذ علي أساليب التفكير العلمي السليم, وإنما ينبغي أن تكون هناك خطط محددة وواضحة تؤدي لإزالة جميع العقبات التي تعترض تحقيق هذا الهدف. وفي اعتقادي- وذلك مجرد اجتهاد شخصي- أن هذه العقبات متشابكة ومعقدة فمنها ما يتصل بنوعية المناهج التعليمية ومنها ما يتعلق بأسلوب تعامل المدرس مع تلاميذه.. ومنها أيضا ما يتعلق بنوعية الامتحانات التي يتم علي أساسها قياس التفوق والنبوغ أو ما يرتبط بالظروف الاجتماعية والنفسية للتلميذ. والحقيقة أنه من الصعب أن نتحدث عن تطوير التعليم الابتدائي الذي هو المقدمة لبناء قاعدة التفكير العلمي في عقل التلميذ ما لم تكن المناهج الدراسية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمشكلات التلميذ ومجالات اهتمامه.. فالإنسان- بطبعه- لا يفكر بعمق إلا إذا واجهته مشكلة تثير اهتمامه وتستنفر عقله بحثا عن حل سريع وجذري لها. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: أسوأ الأصدقاء من لا يؤتمن علي سر! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله