في ضربة موجعة لخطة الانفصال, وفيما يمثل طوق نجاة لإسبانيا في كبوتها الاقتصادية الحالية, فشل أرتور ماس رئيس حكومة إقليم كاتالونيا الغني والمؤيد للاستقلال عن مدريد في الحصول علي أغلبية مطلقة في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت أمس الأول- الأحد- بعد أن عاقبه الناخبون بسبب خطط التقشف وأجبروه علي تقاسم السلطة بعد فشل حزبه في الحصول علي الأغلبية المطلقة في البرلمان. وشكلت نتائج الانتخابات ضربة للأحزاب المؤيدة للانفصال وإخفاقا في الحصول علي التفويض القاطع الذي يحتاجونه للحث بشكل مقنع علي إجراء استفتاء بشأن استقلال الإقليم عن إسبانيا. وبالرغم من تراجع عدد مقاعد حزبه, تعهد ماس بالمضي قدما في خططه الساعية للاستقلال عن إسبانيا, إلا أنه عاد واعترف بصعوبة الوضع, متعهدا بالسعي للحصول علي أغلبية برلمانية بشأن الاستفتاء المزمع بعد أربع سنوات علي انفصال الإقليم. وقال ماس: الوضع ليس سهلا, ولكننا سنمضي قدما. وحصل حزب ماس الحزب القومي الكاتالوني( سي آي يو) في الانتخابات علي50 مقعدا في البرلمان من أصل135 مقعدا, انخفاضا من62 مقعدا, في واحدة من النتائج الانتخابية الأسوأ للحزب علي مدي تاريخه الممتد لعقود. ولم يحصل ماس بهذه النتيجة علي الأغلبية المطلقة التي كان يسعي للحصول عليها لدعم خطته بشأن إجراء استفتاء حول الاستقلال. وتمكن حزب( إي آر سي) وهو حزب انفصالي أكثر تطرفا من مضاعفة عدد ممثليه في البرلمان إلي21 نائبا, ليصبح ثاني أكبر فصيل في البرلمان الإقليمي. وتراجع حزب المعارضة الرئيسي الحزب الاشتراكي من المركز الثاني إلي المركز الثالث, مع حصوله علي20 مقعدا, في حين تمكن حزب الشعب الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي والمناهض لفكرة الاستقلال من زيادة عدد ممثليه في البرلمان إلي19 نائبا, بزيادة نائب واحد. وتمكن حزب سيوتادنس الصغير المناهض لفكرة الاستقلال عن إسبانيا من مضاعفة عدد ممثليه في البرلمان إلي ثلاثة أمثال ليصبح9 نواب في برلمان ينظر إليه علي أنه بات يزداد استقطابا وتشرذما. وأشارت تقديرات أولية إلي أن نسبة إقبال الناخبين علي التصويت بلغت حوالي68.5%, وهو ما يعد أعلي معدل للمشاركة في أي انتخابات تجري بالإقليم من قبل. ومن جانبه, قال لويس ماريا كوروميناس رئيس حملة حزب سي آي يو الانتخابية إن الأغلبية ستكون للأحزاب الانفصالية في البرلمان, مما سيسمح لماس بالاستمرار في تنفيذ مشروعه الإنفصالي. وذكر محللون أنه يتعين علي حزب( سي آي يو) التحالف مع حزب( إي آر سي) الذي انتقد ماس بشدة بسبب سياساته الخاصة بخفض الإنفاق في مجالي الصحة والتعليم. وفي سياق متصل, أعربت الصحافة الإسبانية عن ارتياحها من نتيجة الانتخابات في كاتالونيا, وعنونت صحيفة البايس صفحتها الأولي: خطة ماس تغرق في صندوق الانتخابات, مشيرة إلي أن فوز الأحزاب المؤيدة للاستقلال بأغلبية لن يحقق تقدما. وفي غضون ذلك, رفضت حكومة إسبانيا عرضا تقدمت به جماعة إيتا الانفضالية التي تدعو إلي انفصال إقليم الباسك لإجراء حوار مع الحكومة الإسبانية يقود إلي نهاية مؤكدة لعملياتها العسكرية. وأعلن خورخي فرنانديز دياز وزير الداخلية الإسباني أن إسبانيا لن تتفاوض مع جماعة إرهابية, كما طالب بحل إيتا دون شروط.