حوار: أحمد سعد الدين فنان مجتهد يسير بخطوات ثابتة علي طريق النجومية التي بدأها في التليفزيون, ثم إنتقل إلي السينما التي يحرص من خلالها علي التأني في تجاربه الجديدة لأن النجاح السريع من وجهة نظره سرعان ما يذوب في الزحمة, ومن هنا يضع نصب عينيه أن يقدم سينما نظيفة خالية من الابتذال الذي يخدش حياء الأسرة المصرية, وفي هذا الإطار قدم هذا الموسم أولي بطولاته السينمائية فيلم بعنوان'30 فبراير' شاركه البطولة' آيتن عامر ولطفي لبيب وإدوارد وعلاء مرسي' تأليف محمد صلاح الجهيني وإخراج معتز التوني, ومن هنا كان هذا الحوار مع الفنان سامح حسين بطل الفيلم وأحد صناع الكوميديا في مصر حاليا. '30 فبراير' إسم ليس له أية دلالة سياسية أو اجتماعية فلم إخترته ؟ بالتأكيد هذا التاريخ غير موجود بالمرة, لكن من يشاهد الفيلم يجد أن بطله' نادر' مولود في يوم29 فبراير الذي يأتي كل أربع سنوات وهو شاب يؤمن بموضوع الأبراج بشكل مرضي, مما أوقعه في يد أحد النصابين الذي أقنعه أن حركة النجوم في هذا اليوم اختلفت مما جعل تاريخ ميلادة يوم30 فبراير, من هنا جاء إختيار إسم الفيلم ولم يكن لي أي تدخل في ذلك. كيف تمكنت من فك رموز شخصية' نادر' ؟ عند قراءة السيناريو وجدت أن' نادر' لديه هاجس التفاؤل والتشاؤم ويعتمد في خطواته علي قراءة برج الحظ, لذلك فهو شخص منطوي ومنعزل تماما عن الناس, ليس له أصحاب, عنده إحساس داخلي بأن كل طريق يمشي فيه سوف يغلق في النهاية, هذه الشخصية تكون مليئة بالعقد, لذلك تعمدت اختيار الشكل القديم في الملابس والألوان الداكنه التي تعبر عن حالته وابتعدت عن الابتسامه والهزار حتي لا أخرج عن سياق الشخصية. ألست معي بأن الفيلم يميل ناحية كوميديا' الفارس الأوحد' الذي يفعل كل شيء ؟ من وجهة نظري أري أن الفيلم يدخل تحت مظلة أعمال الفانتازيا التي تعتمد علي تفجير المواقف الكوميدية وليس الإفيه فقط, لأن الإفيه الكوميدي عمره قصير وينتهي بمجرد انتهاء البعد الزمني له, علي عكس المواقف التي تعيش بدليل أن لدينا أفلاما عمرها أربعين سنه ولانزال نضحك عند مشاهدتها, أما موضوع' الفارس الأوحد' فأعتقد أن من فكر فيه بني وجهة نظره علي وجود الشخصية المحورية في جميع المشاهد, وهذه النقطه بالتأكيد كانت في ذهن المؤلف أثناء الكتابه, لكنها لم تكن أساسية, حيث لم يستأثر البطل بكل شيء, بل كانت هناك مساحه كبيرة لبعض الكوميديانات مثل: الأستاذ الكبير لطفي لبيب والفنان إدوارد والفنان علاء مرسي, بالإضافة لبطلة الفيلم آيتن عامر مما أعطي توازنا لمجموعة العمل. مصطلح السينما النظيفة تردد في بعض أحاديثك المتناثرة فماذا تقصد ؟ هذا المصطلح لم يأت علي لساني بمعناه الحرفي, لكن لكل إنسان هدف يسعي لتحقيقه, ومنذ بدايتي وحتي الآن وأنا أضع نصب عيني أن أقدم فنا راقيا وموجها لجمهوري من الأسر المصرية بمعني أن فيلمي موجه لجميع أفراد الأسرة, لذلك أحرص علي اختيار الموضوع الذي يناسب الأسرة التي تذهب لصالة العرض بكامل أفرادها, وتشاهد الفيلم دون أي إحراج, وفي نفس الوقت لابد أن يكون مضمون العمل علي المستوي اللائق ويناسب كل الأجيال, رغم علمي أن جمهور السينما يعتمد علي شريحه تبدأ من17 وحتي22 سنه, وهذه الشريحة بدأت معي في الدراما,لكن ما رأيك في إيرادات الفيلم حتي الآن ؟ الحمد لله أن تصل تجربتي الأولي سينمائيا للمستوي الثالث في الإيرادات بين سبعة أفلام منهما فيلم لنجمة الكوميديا' ياسمين عبدالعزيز', وفيلم' عبده موتة' المتوفر له إمكانات كبيرة فهذا إنجاز من وجهة نظري, وقد نزلت بنفسي لأشاهد الإقبال علي الفيلم في دور العرض المختلفه والحمد لله كنت في غاية السعادة, فأنا لا أحب النجاح السريع لأنه يصل للسقف الأعلي ثم بعد ذلك ينخفض علي عكس التدرج الذي يسير نحو القمة بخطوات ثابتة, فمثلا الفيلم الأول حقق المستوي الثالث في الإيرادات فعلي أن أعمل في فيلمي الجديد أن أصل للمستوي الثاني ثم الأول وهكذا. معني كلامك أنك ترفض الدور الثاني لو عرض عليك الآن ؟ بالعكس أنا فنان أعشق عملي, كل ما يهمني أن أجد شخصية مكتوبه بشكل جيد تتناسب مع إمكاناتي الفنية بصرف النظر إن كانت هي الشخصية المحورية أو الدور الثاني, المهم أن تكون مؤثرة في الأحداث بشكل رئيسي ومعدة جيدا,. هل صحيح أنك أوقفت تصوير فيلم' كلبي دليلي' لأجل عيون'30 فبراير' ؟ القصة ليست بهذا الشكل فأنا كنت متعاقد علي فيلم' كلبي دليلي' وبدأت تصويره بالفعل لكن شركة الانتاج رأت أن لديها فيلما آخر بعنوان' الآنسة مامي' يصلح للعرض في عيد الأضحي فأجلت تصوير فيلم كلبي دليلي ليعرض في أجازة نصف السنه, في هذه الأثناء جاءني عرض من نيوسنشري لفيلم'30 فبراير' فأول شيء فعلته أن استأذنت الأستاذ أحمد السبكي منتج' كلبي دليلي' الذي رحب وتمني لي التوفيق علي أن نكمل التصوير بعد العيد, فلماذا هذا الإتهام ؟ هل تري أن هذه النوعية من الأفلام متوسطة التكلفة تساعد صناعة السينما في مصر حاليا ؟ في كل دول العالم تجد أفلاما عالية التكلفة وأخري متوسطة, ونحن الآن نريد أن تدور عجلة الإنتاج لأن لدينا صناعة سينما من الممكن أن تتوقف, المهم أن نحكم علي مستوي الأفلام من حيث المضمون وليس من حيث التكلفة. أخيرا ما الجديد عندك ؟ سوف أكمل تصوير فيلم' كلبي دليلي' خلال الأيام القادمة وهناك مشروع سينمائي جديد مع شركة نيوسنشري نعمل الآن علي إعداده, وفي نفس الوقت هناك مسلسل' حاميها حراميها' الذي أتمني أن يلحق بالعرض الرمضاني القادم إن شاء الله.