تشتري بانجو ياباشا وكمان عندنا حشيش وأفيون وترامادول.. كله موجود حسب المزاج هذه الكلمات ليست للدعابة ولا من نسج الخيال وانما واقع تعيشوا كثير من المناطق بمختلف محافظات الجمهورية. ومنها أهالي قرية دروة بمركز أشمون منوفية, حيث يبيع تجار المخدرات كل الأنواع في مدخل القرية في الظهر الأحمر علي مرأي ومسمع الجميع, الآن أهالي القرية لم يقووا علي العيش في هذا الجو الفاسد فكان رد الفعل قاسيا من تجار المخدرات فروعوا الآمنين واقتحموا المنازل ورغم تواجد الشرطة حاليا فأنه مازالت التهديدات للأهالي قائمة وتصلهم باستمرار وهذا ما رصدته تحقيقات الأهرام داخل القرية, كما رواها الأهالي ومنهم هاني طلبه عبدالعظيم صاحب محل بالقرية الذي ذكر أنه في أثناء وجوده في محل عمله داخل منزله فوجئ بهجوم ثلاثة من تجار المخدرات وهم يحملون السلاح الآلي ويطلقون النيران في كل اتجاه. ويقتحمون علي المحل وانهالوا عليه بالضرب المبرح والطعنات بالسلاح الأبيض وقال: أصبت في ذراعي وفخدي ورأسي وعندما حاولت الفرار منهم فلاحقوني في المحل المجاور وهم يطلقون النيران من الأسلحة التي يحملونها في الوقت الذي يشاهد أهالي القرية المشهد دون أن يجرؤ أحد علي الاقتراب مني لأنهم كانوا مأمنين المنطقة بكردون من أفراد العصابة لحمايتهم ومنع أي أحد من الاقتراب فكانت طلقات النيران تطير في كل مكان نحو المنزل والبلكونات والشبابيك. ويضيف هاني طلبه أنه لن ينسي ما جري والمشهد المروع الذي تعرض له والاعتداء من هؤلاء المجرمين وسيظل يحفظ أسماءهم وهم أحمد محمد إبراهيم الشهير أحمد مكوه ورامي عارف عبداللطيف سلوت ومحمد صبحي توفيق وزعيم عصابتهم أيمن جمعه سعيد الذي كان يحميهم بالخارج وقت اعتدائهم علي. وأضاف اسامة طلبة عبدالعظيم مدير عام بهيئة الاستثمار وشقيق المصاب في حادث الاعتداء من تجار المخدرات أن القرية باكملها تعيش حالة من البلاء الشديد بوجود هؤلاء المجرمين فيها حيث روعوا الأهالي جميعا سواء بنشر المخدرات أو سحلهم وترهيبهم بالأسلحة الآلية التي يحملونها طوال الوقت. إلا أن مصيبتنا نحن أكبر من الجميع بالقرية بسبب مواجهة منزلنا لمحطة القطار التي يتخذها هؤلاء البلطجية مركزا لهم لتوزيع المخدرات في مدخل القرية سواء بتوزيعها داخل القطار حيث يصعد الشخص منهم القطار ويحمل المخدرات علنا في يده ويقول تشتري بانجو أو حشيش أو أفيون كله موجود حسب المزاج. واستمر الوضع علي ذلك حتي قام أحد الأهالي بتصوير لقطات لهؤلاء المجرمين وهم يوزعون المخدرات ونشره علي مواقع التواصل الالكتروني واليوتيوب وفور علم البلطجية بذلك جن جنونهم واعتقدوا أن هذه اللقطات أخذت لهم من أعلي منزل بالمنطقة وكان هذا منزلنا ففوجئنا برسائل تهديد من البلطجية بالقتل وبعدها بلحظات تم الهجوم علي المنزل وحدث ما حدث. كما أكد الدكتور أكرم كساب المدير التنفيذي لرابطة أهل السنة ومن أهالي دروة أن وجود هؤلاء المجرمين بالقرية ليس حديثا ولكنهم منذ زمن يمارسون نشاطهم الاجرامي نتيجة اغفال رجال الأمن لهم وغمض أعينهم عنهم. واذا ما تم القبض علي أحد منهم فيتم ذلك وهو في غير تلبس مما يؤدي إلي خروجه دون عقاب مما يزيد من بجاحتهم في بيع وعرض المخدرات علي أعين الناس كلها, علي الرغم من أن قريتنا أشتهر عنها أنها خرجت علماء وقراء أمثال الشيخ عبدالرحمن الدروي فإنها تحولت هذه الشهرة حاليا إلي الباطنية الجديدةبالمنوفية وأصبحت معروفة في مناطق متفرقة بالجمهورية بأنها مصدر رئيسي لتوزيع البانجو والحشيش. وحمل أكرم كساب مسئولية تفحل هؤلاء المجرمين علي أطراف عديدة بدأها بأهالي القرية أنفسهم لصمتهم عن التجارة العلنية للمخدرات إلي أن وصلت إلي هذه الصورة المرعبة ومما زاد من انتشار هذه الظاهرة تعاون أهالي القرية مع هؤلاء البلطجية بمشاركتهم في افراحهم ومجاملتهم ويتم تعاطي المخدرات في تلك الافراح والفقير من هؤلاء التجار يهدي ببانجو, أما الغني فيهدي بحشيش وهذا كله في غياب الرقابة من المسئولين وخصوصا في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد ساعد علي تبجح هذه الفئات من نشر الجريمة دون خوف من عقاب وما نخشاه حقيقية ليس علي أرواحنا بل علي أعراضنا فالجميع يخشي وجود هؤلاء الناس حولنا ونخاف علي بناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا من الخروج خارج المنزل لكي لا نتعرض للأذي من أي مجرم من هؤلاء سواء بوعي أو دون وعي ويضيف أكرم كساب أن المجرمين أظهروا لأهالي القرية من خلال الاعتداء علي أحد المنازل بها بعد تهديدهم أنهم قادرون علي اخضاع الأهالي لهم بالارهاب ولذا فإن وجود الشرطة المؤقت لن يحل القضية الخطيرة بالقرية. ولذا نطالب المسئولين بوضع اجراءات لمنع هذه التجارة من القرية وتفعيل نقطة الشرطة وخصوصا أننا قرية تقع في مفرق طرق لثلاث محافظات المنوفية والقليوبية والجيزة ولذا نحتاج لتأمين من الشرطة علي كل تلك المداخل الرئيسية وعمل أكمنة عليها لضبط كل المجرمين. وأوضح الشيخ عصام فرحات أحمد خطيب مسجد الصفا بقرية دوره ان تجارة المخدرات كانت تمارس علي استيحاء ببعض المناطق المتفرقة بالقرية ولكن بعد الثورة وفي ظل غياب. أجهزة الأمن والانفلات الآمني انتشرت ظاهرة بيع المخدرات بصورة فجة وعلنيه بل وصل الامر في بعض الاحيان لبيع المخدرات بالاكراه, فيتم ايقاف السيارات والاشخاص واجبارهم علي شراء المخدرات منهم, وتطور الموقف باستغلال هؤلاء البلطجية لمحطة القطار بالقرية كمركز رئيس لتجارة المخدرات. وينتشر علي المحطة حوالي عشرة من أفراد العصابة لترويج المخدرات علي أرصفة المحطة لدرجة أن الاهالي أصبحوا يخافون المرور بجوارهم من كثرة الاسلحة التي يجهلونها وضخامتها فلقد وصلت بهم الحال بأنهم اقتنوا اسلحة آربجيه. يذكر طاهر محمد مدير ادارة الكهرباء ومواطن بالقرية أن مخاوف الاهالي بالقرية تزداد بعد ذلك الحادث خشية من عودة هؤلاء البلطجية إلي الانتقام بشكل أكبر نظير الابلاغ عنهم. والشيء الذي يزيد الامور بشاعة أن القرية بالرغم من وجود نقطة شرطة بها فإنها تحتاج من يحميها حيث لايوجد بها سوي مجموعة قليلة من الخفر ولايوجد بها لا ضباط شرطة أو حتي أمين ولاسيارة شرطة أو نجدة يضيف عبدالهادي أمين فارس فني في الشركة الالمانية المصرية ومن مواطن دوره أن أهالي القرية حاولوا ردع تجار المخدرات عن ممارسة هذا العمل بالحسني والحوارات دون جدوي وأصروا علي فجرهم وبيعهم بالعلن المخدرات وارهاب وترويع الامنين ولم يقتصر دورهم علي بيع المخدرات بل كانوا يستوقفون السيارات بالمساء ويسرقونها بالأضافة علي اجبار سائقي السيارات في الصباح علي الشراء منهم. ويؤكد عبدالهادي علي أنه لو أن الحكومة ووزارة الداخلية والمحافظ لم يأخذوا اجراءات وخطوات صارمة للقبض علي المجرمين فسوف نتصرف بطريقنا معهم ولو أدي الامر لحرقهم جميعا داخل بيوتهم لكي نتخلص منهم ولن ننتظر حتي يهددونا ويطلقوا علينا الرصاص من جديد فلن يسكت أهالي القرية علي هذا الانحراف بعد الآن. أما ياسر عبدالله موظف بوزارة الكهرباء فيؤكد أنه علي الرغم من تصريحات اللواء جمال شكري رئيس المباحث الجنائية بالمنوفية أنه تم القبض علي تسعة أفراد من تجار المخدرات بدروة المصورين في الفيديو الذي نشر علي اليوتيوب الا أن هذا التصريح عار من الصحة تماما حيث مازال المجرمون هاربين ويهددون أبناء القرية ولم يتم القبض سوي علي شخص واحد ممن تم تصويرهم حتي هذه اللحظة حتي أن الاسماء التي أعلن عنها رئيس المباحث ليسوا من بين المجرمين بالقرية من الاساس. وأوضح ياسر أنه بهذا التصريح تزيد المخاوف لدي الاهلي, لأن اعلان قوات الامن أنها قبضت علي المجرمين يأتي علي خلاف الواقع حيث أنهم مازالوا طلقاء ويمارسون نشاطهم في مكان آخر لحين مغادرة الشرطة بل الأفظع أنهم يسعون للانتقام ممن بلغوا عنهم كما سبق وأن هددوا أكد اللواء مصطفي بدر, وكيل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لشئون المكافحة, أن عملية انتشار بيع المخدرات بصورة علنية بشكل جزئي والبيع القطاعي لن تدوم طويلا, وسيتم استهداف كل هذه العناصر الإجرامية وضبطها في القريب العاجل. وأوضح بدر أن البؤر التي تم تصفيتها في الآونة الأخيرة, وضبط من خلالها العناصر الخطرة القائمة عليها تظهر نتائج متميزة لأجهزة المكافحة, ولم تتحقق في السنوات السابقة سواء بضبط كميات كبيرة من الحشيش والهيروين والمواد المخدرة. وفي السياق نفسه أكد اللواء إسماعيل عز الدين مدير إدارة المرافق العامة بالقاهرة أن بيع المخدرات علنية سواء من تجار المخدرات أو الباعة الجائلين يتم في المناطق العشوائية ولا يحدث في المدن الرئيسية لأنه يتم ضبط أي نشاط إجرامي من خلال الإدارة العامة للمخدرات أو رجال المباحث التي تقوم بحملات بصفة منتظمة, بالإضافة فإن الإدارة تحقق من كل الشكاوي التي تصلها لضبط أي عناصر في ذلك الشأن. كما أكد عز الدين أن الأماكن العشوائية التي تتم فيها تلك العملية محدودة مثل منطقة المرج, ويتم رصدها والتعامل معها. أما عن انتشار ظاهرة تجارة المخدرات من الباعة الجائلين فلم تردنا شكاوي بهذا الشأن ولم نقبض حتي الآن علي بائع جائل يقوم بتوزيع المخدرات. أما اللواء ضياء عبدالهادي الخبير الأمني والمحامي بالنقض أكد أن تجارة المخدرات فيما سبق كانت معروف أماكن توزيعها علي مستوي الجمهورية كلها والتي كانت تتمركز في المثلث الذهبي بالقليوبية سواء في الجعافرة وكوم السمن وأبوالغيط, وكانت الشرطة تتعامل معهم وحصرت نشاطهم إلي حد كبير, بالإضافة إلي الباطنية. أما عن انتشار المخدرات وبيعها بالعلن وأصبحت ظاهرة موجودة علي مستوي الجمهورية, فهذا ناتج عن حالة الانفلات الأمني, وتخفيف قبضة الأمن علي مقاليد الأمور ويؤكد عبدالهادي أن من أخطر الجرائم التي تؤثر بالسلب في زيادة معدل الجرائم هي التعاطي والاتجار في المخدرات, وهناك ارتباط ما بين معدل الجريمة وزيادة الطلب علي المخدرات سواء في الاتجار فيه وتعاطيه.