ضربات متعددة وجهتها أجهزة الامن الي «كفور بلشاي» احدي قري مركز كفر الزيات ورغم ذلك لاتزال القرية احدي قلاع تجارة المخدرات في مصر لذلك اطلق المواطنون عليها هناك "باطنية الغربية". فمنذ اقل من شهر مضي تم ضبط أكثر من نصف طن بانجو و3 كيلو حشيش وكيلو هيروين واحد بحوزة احد تجار المخدرات. «روز اليوسف» توجهت الي كفور بلشاي ورصدت هذه الظاهرة عن قرب والتقت بالاهالي الذين رفضوا ذكر اسمائهم خوفاً من بطش التجار. فتجار المخدرات في القرية معروفون بالاسم بل ومشهورون للقاصي والداني يسيرون حاملين الأسلحة الآلية وكأنه أمر عادي وعندما يشن الأمن حملاته يختفي هؤلاء التجار في لمح البصر لحين انتهاء الحملة ويعودون من جديد لينشروا سمومهم في القرية. هؤلاء التجار أثروا علي مناحي الحياة بالقرية لدرجة دفعت أهالي القري المجاورة للتعامل مع أبناء "كفور بلشاي" العاديين بحذر شديد في الوقت الذي يشعرون فيه بالمعاناة الحقيقية عند التوجه لقضاء مصالحهم في الادارات الحكومية المختلفة حيث يتعامل معهم الموظفون وكأنهم أفراد مافيا المخدرات. قبل عامين انطلقت حملات مديرية أمن الغربية في إطار خطة وزارة الداخلية لمكافحة تجار المخدرات واستطاعت اقتحام امبراطورية السموم وهدم قصور تجار المخدرات فيها والتي اخذوها بوضع اليد بعد اعتقادهم بأنهم امتلكوا القرية ومن عليها وحلوها إلي حصن منيع. وكانت أكثر ضربات اجهزة الامن إلقاء القبض علي "أبو شيماء" متلبسا بالاتجار في المواد المخدرة عندما تنكر رجال المباحث في زي عمال بناء وانطلقوا بسيارة نقل لينقضوا عليه وهو يبيع البانجو خلف قصره بالقرية مما ادي الي انتشار حالة من الرعب بين تجار المخدرات ومنهم إبراهيم فرحات أكثرهم شهرة بكفور بلشاي وذراعة اليمني محمود فرحات اللذان استطاعا تجنيد العديد من "الناضورجية" مقابل مبالغ مالية كبيرة ليحميا انفسهما من الحملات الامنية حتي لقبهما ابناء القرية ب"الزئبق" لسرعة هروبهما من تلك الحملات. أحد ابناء القرية يؤكد أن ظاهرة تجارة المخدرات تعود لسنين طويلة نتيجة لأن التواجد الأمني لم يكن مكثفا طوال السنوات الماضية مما اعطي فرصة كبيرة لتجار المخدرات لزيادة وتوسيع نشاطهم لتشتهر القرية بتلك التجارة مما جعل ابناءها يخجلون من ذكر اسم قريتهم. ويضيف آخر من سكان القرية أن تجارة المخدرات أصبحت وراثة في القرية التي شهدت العديد من جرائم القتل بين التجار والمتعاطين وآخرها منذ عامين عندما قام مجموعة من البلطجية بقتل شاب عقب الاختلاف علي سعر البانجو فضلا عن الحادث المأساوي الذي راح ضحيته طفلان عندما اطلق أحد تجار المخدرات عدة أعيرة نارية من سلاحه الالي بصورة عشوائية خلال أحد الأفراح ليتحول إلي مأتم. ويشير احد شباب القرية الي ان تفاقم الظاهرة منع الشباب القرية من التقدم بأوراقهم إلي الكليات العسكرية ومعهد امناء الشرطة حيث يتم استبعادهم بسبب الدواعي الأمنية موضحاً ان التجار يستخدمون وسائل مختلفة لتوزيع المخدرات ونقلها منها اخفاؤها في أجولة الغلال حيث يتم استخدام نهر النيل المجاور للقرية لتهريبها. من جانبه أكد اللواء رمزي تعلب مدير أمن الغربية أنه جاري القضاء نهائيا علي هذه الظاهرة والقبض علي جميع تجار المخدرات خلال فترة وجيزة مشيرا إلي أنه تم بالفعل القبض علي عدد كبير منهم بعد تكثيف الحملات علي "كفور بلشاي" والقري المجاورة لها.