آه وملايين الآهات وصرخات الندم لا تكفي أوجاع قلوب المصريين وكست ربوع الوطن الغريق بالأحزان علي عصافير الجنة الذين ذهبوا في لحظة توقفت فيها العقول وشابت رؤوس وشاخت أعمار وتعالت الصرخات ودامت العيون لأمهات وأباء وأخوه وهم يجمعون أشلاءأبنائهم وفلذة أكبادهم وأملهم المنتهي وسط تعثر التعرف علي أحبائهم من الأسماء المدونة علي بقايا متعلقاتهم من حقائب وكتب وكراسات ، ويستغثون هل من مغيث لإنقاذ من يتمسك بخيوط أمل الحياة أو التعافي ووسط غضب الأهالي من تأخر وصول سيارات الأسعاف لأكثر من ساعة ومحاولاتهم نقل جثث 51 طفلا من عصافير الجنة والمصابين إلي مستشفي أسيوط الجامعي بسياراتهم الخاصة ، والدماء والأشلاء الطاهرة من إبرياء في عمر الزهور كست العيون والأنفاس والحوائط والملابس وقضبان قطار الموت وسائق متهور اقتحم المزلقان وعامل قاتل جلس في غرفته يدخن شيشة غير مدرك لواجبه وسائق أتوبيس مدرسي قاتل ومقتول والنتيجة تصادم عنيف بين القطار المتجه للقاهرة وأتوبيس مدرسي لحظة عبوره مزلقان السكة الحديد بقرية المندرة التابعة لمركز منفلوط بأسيوط الجريحة . آه وملايين الآهات الملكومة من الأهمال القاتل في بلدنا الذي أرخص مكوناته هو المواطن الوحيد الذي يدفع الثمن غاليا من دماءه وارواحه واحبائه والنتيجة دائما أيام حزن وتعويضات مخزية واستقالاتفارغة وتحقيقات وهمية ويبقي الحال في إنتظار كارثة جديدة للتباكي المؤقت ولا حلول طوال عقود فاسدة ومفسدة وتراخي في حكومة ثورة متخبطة عديمة الرؤية لبنية تحتية متهالكة ومنظومة فاشلة شايخة لإدارة النقل لسكك حديد وعنصر بشري غائب الوعي مفقود لقمة العيش والتأهيل ومستشفيات حوائط بلا أطباء أو معدات وسيارات أسعاف ومسئولين بلا خبرة لإدارة الأزمات أو رؤية سياسية لمستقبل مبهم وموارد عاجزة عن تلبية الاحتياجات ، آه من وجع القلوب علي عصافير الجنة التي راحت نتيجة الإهمال منا جميعا ، آه ومليارات الجنيهات لن تعوض غياب سارة محمود ، ومصطفي علي ، وعبد الرحمن عامر، وأروي عبد الرحمن ، ودعاء جمال ، وعربي محمد ، ومنة ياسر، ومعاذ سعد، وآيات جابر، واحمد عنتر، وإيمان يحيي ،وآيات يحيي، ومحمد زين،وفرح محمد، واحمد أشرف،ومحمود أشرف،ومحمد أشرف، ومحمد جمال، وعلاء سيد ،وعمر محمد، ومحمد سعيد، وخليفة سعد، واحمد فوزي،ومصطفي عرفة، واحمد محمد، ومحمد سراج، ومصطفى عزت، وآدم حمادة، وثناء فتحي، وألاء جميل، وروان محمد ، وعبد الرحمن عبد الرحيم ، وعبد الرحمن عمرو، وأروي حسين، واحمد خلف ،وعبد الرحمن علي، وسيد ياسر، واحمد سيد ، وفارس بهاء، ودعاء جمال، وعلي حسين "سائق الأتوبيس" وعمر علي"مساعده".. رحمكم الله وادخلكم فسيح جناته وان يلهم أهليكم والشعب المصري الصبر والسلون علي مصبيتنا في بلدنا وحكامه ومسئولييه ووزارئه وخبراءه ونخبته وإعلامييه علي سكوتنا عن محاربة آفة الإهمال التي تجري في عروقنا وتربينا عليها والتيتهدد وتغتال مستقبل مصر ولازلنا نشجب لحظات حزن منسية ولا يتحرك لنا عقل يصرخ متي تفيقوا من ثباتكم وتنتظروا مصيبة أخري ليكسو السواد ملابسكم وتنهمر الدموع علي دماء أحبابكم ولا تنتفضوا لتطهير جميع مؤسسات الدولة من المسئولين الفاسدين والمهملين وسلوكنا الفوضوي وغياب الضمير وعدم اتقان العمل والإهمال المتعمد في مفردات حياتنا ، نعم كلنا يجب أن نستعطف ضحايانا ليس في هذا الحادث الأليم فقط فغيرهم ملايين يغتالوا علي طرق مصر وشوارعها ونطلب منهم السماح والمغفرة علي تقصيرنا جميعا بلا استثناء ليس سائق القطار الذي يسير بسرعة كبيرة ولم يتوقف أو يطلق صفارات إنذاره وهو يري الأتوبيس المنكوب مازال فوق القضبان والقطار يقتربولم ينتظر، وسائق الاتوبيس لم يحافظ علي أمانة ما يركبون معه من أبرياء ثواني حتي يغيب القطار،أو عامل المزلقان غائب الضمير عن عمله ولم يراعي رزقه ومحاسبة الله ، وإهمال الدولة إنشاء مدارس ومعاهد أزهرية في القري تفاديا لعبور التلاميذ خط السكك الحديدية ومشقة الذهاب والعودة إلي قري أخري، ولا كانت النتيجة وقوع عصافير الجنة من تلاميذ معهد نور الإسلام الأزهري في لحظة سوداء من الإهمال الجسيم لمنظومة أصبحت مقبرة لركابها حتي أصبحت معدلات الحوادث في السكك الحديدية تصل إلي 3 أضعاف المعدل العالمي والسبب الإهمال لمدة طويلة لهذا القطاع الحيوي فجميع المزلقانات غير مؤمنة أو مرتبطة كهربائيا بالإشارات والسائقون بلا تدريب وتأهيل وكشف دوري علي صحتهم يعملون في نعوش طائرة تسمي قطارات بلا صيانة مع عدم وجود عقوبات فورية في حالة عدم الألتزام،وعناية وتفتيش مستمر علي خفر المزلقانات وملاحظي البلوكات ومتي يتعاطون ، والإنتهاء من مشروع تطوير 351 مزلقانا والذي بدأ منذ 4 سنوات ولم ينته حتي الآن ، وتخصيص موارد لتطويره والذي بدأ منذ إستلامه من الأنجليز بلا أضافة أو أمتداد للخطوط ، وأخيرا إصلاح منظومة الإسعاف والإنقاذ وإدارة الأزمة بحيث لا تأتي بعد فوات الوقت وتبني الأهالي عملية الإنقاذ العشوائي والغير علمي فتتضاعف الاصابات والوفيات. حتي لا نستيقظ علي ارتطام آخر مثل ما حدث لعصافير جنة منفلوط عنيف من وحش مفترس قابض علي فريسته وأصبحوا يا ولداه بقايا أشلاء ودماء بين عجلات القطار وحطام الأتوبيس وتبعثرت أسلحة المستقبل من حقائب كانت مليئة بكراساتهم وكتبهم وتلونت لآخر مرة بدمائهم الطاهرة ، مع صرخات أهلنا من القري المنكوبة تبحث فوق القضبان بعد فرم أشلاء فلذات أكبادهم هذا جزء من أحمد لا ده من سارة ..آه وملايين الآهات هل أيها الأبرياء الأطهار عصافير الجنة وأنتم بين يد الله ورحمته وعدله وعقابه تسامحونا علي إهمالنا؟!!! المزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ