صدق الرئيس الراحل أنور السادات حينما قال أن الصراع والحرب لن يجلب سوى الصراع و الحرب، وأن السلام هو الذي سيحقق حلم عودة الأرض والعيش في سلام وبناء المستقبل. ما يحدث في غزة الآن هو أبلغ دليل على رؤية السادات العظيمة في موضوع الحرب والسلام، والتي لم نفهمها إلا بعد سنوات من إبرام اتفاقية كامب ديفيد، والتي أغضبت منه كل العرب وقتها، لتحقيق السلام مع العدو مقابل عودة الأرض. واستراتيجية السادات ببساطة هي أن تعقد اتفاقات مع العدو الغاصب للأرض، مقابل أن تسترد جزءا من أرضك المنهوبة ثم لاحقا كلها. وقد حاول السادات مرارا وتكرارا إقناع الجانب الفلسطيني المتمثل في الرئيس الراحل ياسر عرفات، ليقبل بالعرض الذي عرضته إسرائيل في ذلك الوقت والذي يمنح الفلسطينيين 96% من عودة أراضيهم، إلا أن المغفور له عرفات لم يقبل بالعرض وأراد ال4% قبل ال96%، وكان السادات يحاول جاهدا أن يقنع عرفات إلا أنه أبى واستكبر، ومع الأسف كانت النتيجة التي نعيشها الآن. صراعات داخلية وخارجية، صراعات مع الأسف مؤججة بين أبناء شعب واحد، ثم بالتالي صراعات مع العدو الصهيوني. ومع الأسف الشديد أن سيناء كما شرحت في المقال السابق باتت الآن جزءا من اللعبة، لكن ليعلم الجميع أنه إذا تم التفريط في سيناء بأي شكل من الأشكال حتى ولو لحساب اتفاقات أو صداقات مع جيراننا في غزة، يكون تم التفريط في مصر بأكملها.. هذه المقولة أكدها لي اللواء الدكتور عادل شاهين، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، في حوار نشرته جريدتنا الموقرة في عددها الصادر بالأمس 18 نوفمبر. وحذر اللواء الدكتور شاهين من مغبة التفريط في سيناء، وقال أن سيناء لن تكون الحل للقضية الفلسطينية، وأنهم إذا أرادوا إيجاد حلا للقضية التي تشغل بال الرأي العام العربي منذ أكثر من 60 عاما، لابد أن يكون الحل نابعا من أراضيهم المنهوبة وليس على حساب أرضنا الغالية، وذلك وفقا لما تخطط له الولاياتالمتحدة وأوروبا وإسرائيل.. "ويكفينا ما خاضته مصر من معارك راح فيها شباب تخضبت رمال سيناء بدمائهم". وقال الرجل محذرا، من أن العدو عينه على سيناء 24 ساعة، كما أشار إلى مسألة أنفاق غزة وقال أنه يجب القضاء عليها تماما، وعلى من يريد التعاون، فعليه أن يسلك القنوات الشرعية. وخلاصة القول أن العلاقات مع غزة على "عيننا وعلى رأسنا"، وهم إخواننا وأحبائنا ونقف إلى جانبهم في الشدائد ونمدهم بالمساعدات قدر المستطاع، لكننا لابد أن يعلم الجميع وبمنتهى الوضوح أننا أبدا لن ننجر في نفق (الحرب) الذي لم نحسب حسابا له وقد يكون مظلما ودون نهاية، وليرجع الجميع لخطابات السادات ويحاول قراءتها وفهمها جيدا عسى أن تفهم رسالته ويستوعبوا الدرس بعد 34 عاما. (اللهم أحفظ كل شبر من أرض مصر يارب العالمين) [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن