محلاها عيشة الفلاح عبارة انقرضت من قاموس الحياة بعدما كانت تعكس سعادة وراحة بال أيام الزمن الجميل. فقد أصبح الفلاح الآن يحمل علي كاهله الكثير من الهموم التي جعلته يهرب من هذه العيشة ويتحول عن الزراعة ساعيا وراء أي حرفة أخري ليتماشي مع احتياجات العصر وحالة الغلاء السائدة لشعوره بالتجاهل وبخس حقه, ومع موسم الحصاد ترتفع درجة هموم الفلاح وهذه بعض منها فاضت به صدور الفلاحين بالشرقية مرددين محلاها عيشة الحكومة بعد أن فقدت عيشتهم حلاوتها. محمد أحمد إبراهيم مزارع وصاحب حيازة زراعية يقول: رغم توافر التكنولوجيا ودخول الماكينات الحديثة التي تسرع بعمليات الحصاد إلا أننا مازلنا في حاجة للأيدي العاملة التي لم نعد نجدها نظرا لهجر معظم الفلاحين والمزارعين الزراعة واتجاههم لحرف أخري فأصبحنا نعاني ندرتهم لدرجة ارتفاع أجر العامل ل70 جنيها في اليوم مقابل30 جنيها العام الماضي مما يزيد من أعبائنا وأحيانا لا نجدهم. أما إبراهيم عبده فيؤكد أنه تم الانتهاء من حصد محصول القمح من بداية أبريل مع ذلك فالدولة حددت أول مايو لبدء التوريد أي ما يقرب من شهر يظل به القمح ملقي في العراء ويعرضه للتلف ثم تعود الحكومة وتشترط درجة نظافة ونقاء للشراء. ويستطرد أحمد سويلم من الحسينية أن ترك القمح طوال هذه الفترة أدي لتشبعه بالأتربة ونشوب حرائق في كميات كبيرة منه والتهام النيران لها بسبب حرارة الجو دون ذنب لنا وضياع تعب وجهد العام كله بسبب تأخير التوريد.. وتساءل لماذا لا تسارع الدولة بفتح الشون وتسلم المحصول مباشرة من الحقل لتخزينه بمعرفتها بالطرق السليمة بدلا من تركه ومحاسبتنا وتوجيه اللوم لنا عند التقييم والفرز للكميات الموردة واقتطاع جزء كبير منه مقابل جهدنا وعرقنا طوال الموسم. كما شكا عدد من الفلاحين استغلال التجار لطول الفترة بين الحصاد والتوريد وعدم توافر أماكن لدي الفلاح للتخزين وحاجته للمال للبدء في زراعتهم الجديدة وقيامهم بالشراء للمحصول بأسعار أقل تتراوح مابين240 أو250 جنيها للأردب بدلا من السعر الحكومي ب270 جنيها, كما أكدوا قيام بعض هؤلاء التجار وأصحاب الشون الخاصة من الواصلين وأصحاب التفرد بخلط القمح الجديد بأقماح قديمة مشونة من العام الماضي أو مستوردة لتحقيق مكاسب كبيرة تصل ل100 جنيه في الأردب الواحد. الطبيعة بدورها أيضا أسهمت في زيادة هموم الفلاح هذا العام حيث أدي غياب الأمطار إلي عدم انتعاش المحصول وتراجع انتاجيته بغض النظر عن الأخيرة هل يكون للدولة دور إيجابي بالتروي في استصدار القرارات ودراستها جيدا للتخفيف عن الفلاح وعودة الحلاوة لعيشته؟