في السنوات الأخيرة ارتفعت الأسعار ارتفاعا جنونيا, ليس فقط في البروتين الحيواني ومنتجاته مثل اللحوم والدواجن والأسماك, ولكن في سلع أخري أساسية مثل الفواكه والخضروات وغيرها مما أدي إلي انتشار أمراض سوء التغذية بين المصريين ودفع علماء التغذية إلي السعي للتوصل إلي منتجات عالية القيمة الغذائية تحتوي علي جميع العناصر الغذائية وبأرخص الأسعار, لتكون في متناول الأسرة الفقيرة كي تنعم بالحياة السليمة الخالية من الأمراض. هكذا يؤكد د.عبد الرحمن محمد عطية رئيس قسم الأغذية وعلوم الأطعمة وعميد كلية الااقتصاد المنزلي سابقا من خلال الندوة التي نظمتها كلية الاقتصاد المنزلي بحلوان, لبحث سبل مقاومة سوء التغذية في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية. ويري أن أمراض سوء التغذية من الأمراض التي يجب علي الحكومة والمراكز البحثية الالتفات إليها, خاصة أن معظمها ينتج عن نقص الغذاء أو نقص مكوناته الأساسية أو عدم التغذية بالطريقة السليمة أو تناول الأغذية الملوثة, وكل ذلك يؤدي إلي أمراض كالانيميا وأمراض ناتجة عن نقص البروتين مثل الكواشيكور ولين العظام عند الأطفال, وتضخم الغدة الدرقية والسمنة والنحافة مما يتطلب التصدي لهذه المشاكل حتي يحصل كل مواطن علي احتياجاته من مكونات الغذاء بصورة جيدة وبأسعار مخفضة, وحتي تكون في متناول جميع أفراد الشعب. ومن أهم التوصيات التي خرجت بها الندوة: وضع سياسة غذائية قومية تحل مشاكل سوء التغذية وآليات التغلب عليها. الإهتمام بالدراسات والبحوث التي تعمل علي زيادة الناتج المحصولي وخاصة الحبوب والبقوليات. تحديد دور الوزارات والهيئات المختلفة للإسهام في حل المشاكل التي تؤدي إلي انتشار أمراض سوء التغذية خاصة بين الأطفال. الإهتمام بالتغذية المدرسية لتعويض نقص العناصر المغذية والاستفادة بتكنولوجيا التطوير والبحوث الجارية في هذا المجال. الاهتمام بأسس الجودة والسلامة وكذلك والتثقيف الغذائي. التشجيع علي أكل الخضروات والفاكهة بالقشر مع ضمان سلامة الثمار بالغسيل الجيد. إستخدام أحدث وأنسب الطرق في تدعيم الغذاء بالمغذيات والفيتامينات والأملاح المعدنية المختلفة للقضاء علي أمراض سوء التغذية بدون تعدي حدود الأمان. ضرورة العمل علي إيجاد جهة قومية تشريعية وتنفيذية مسئولة عن متابعة السياسة الزراعية والغذائية تضم كبار العلماء في هذين المجالين ولديهم الاستعداد للقيام بالمتابعة وإيجاد الحلول للمشاكل الغذائية وخاصة الأمراض الناتجة عنها.