في معظم دول العالم تكون وسط عواصم الدول هي أكثر الأماكن تنظيما وجمالا لأهلها و لزائريها, و عادة ما تكون بها أهم المحلات التجارية و أماكن الترفيه والمقاهي, فهي تعتبر أهم منطقة متحضرة تلقي اهتمام الحكومات والمسئولين, لأنها تكون بمثابة عنوان للبلد, و مثال علي ذلك العاصمة التركية أنقرة و العاصمة الفرنسية باريس, و العاصمة الألمانية برلين, إلا في مصر, فلقد أصبح قلب العاصمة يئن من شدة الزحام و الفوضي و سطوة الباعة الجائلين الذين حولوا الشوارع و الأرصفة الي مرتع لهم, فهم يحتلون الأرصفة بل و الشوارع لعرض مختلف المنتجات, مما يعوق حركة الشارع و المارة معا, و نظرة واحدة الي شارع الجلاء و شارع26 يوليو, ستجد فيه أعجب مشهد, فالباعة الجائلون احتلوا الأرصفة و اصحاب المحال يحتلون نصف الشارع, ناهيك عن سائقي سيارات الميكروباص وانتشار البلطجية الذين استباحوا الشارع المصري, و المارة دون رادع, الغريب في الأمر و الذي أطالب بالانتباه اليه أن كل هذا يحدث في غياب لرجال المرور والشرطة رغم شدة الزحام والمشاجرات اليومية المستمرة, مما سيحدث مشاكل كبيرة ان لم يتم وضع حد لهذه الظاهرة المؤسفة, إن معظم العواصم تحدد للتجار و الباعة الجائلين أماكن وشوارع مغلقة لعرض منتجاتهم بشكل منظم و في ظل احترام القانون, لذلك أقترح أن يقوم محافظ القاهرة بجولة بوسط البلد, وأن يبدأ في حل هذا المشهد الفوضوي العبثي, و اختيار أماكن كسوق بديلة مرة أو مرتين أسبوعيا في شوارع تخصص لذلك, و تغلق أمام السيارات حتي لا تصبح القاهرة مدينة قبيحة حتي يتحول مشهد العاصمة الي مشهد حضاري, إن تاريخ قاهرة المعز جدير بأن نحترمه, و أن نجعل منظرها يسر ساكنيها و زائريها. اختفي عمال النظافة من شوارعنا وأصبحت القمامة متراكمة, إننا ننتظر حركة سريعة من رؤساء الأحياء و مساعديهم و من المحافظ لإزالة الأكوام المتراكمة قبل أن تحدث كوارث صحية بسببها للمواطنين. المزيد من أعمدة منى رجب