حالة من الصدمة والذهول انتابت الكثيرين خلال الأيام القليلة الماضية نتيجة الانتشار الواسع المدي في الشارعين المصري والعربي للشماتة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب ما تكبدته من خسائر بشرية ومادية كبيرة ولا أقول هائلة من جراء تعرضها لإعصار ساندي. حيث اعتبر الملايين من المسلمين والعرب أن هذا الإعصار انتقام رباني من الأمريكيين علي مساندتهم لإسرائيل ولكن الغالبية الكاسحة من الشامتين كانت أكثر تحديدا إذا اعتبرته تخليصا الهيا لحق الرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن تجرأ الأمريكيون الكفار وأساءوا إليه في الفيلم الذي جري عرضه أخيرا. ومن خلال متابعة شبكة التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات والصحف ذات الصبغة الإسلامية يمكننا أن نرصد حالة غير مسبوقة من الشماتة غير المنطقية فالبعض انتهز الفرصة لتحميل الولاياتالمتحدة المسئولية عن كل إخفاقاتنا وهزائمنا وكأننا مفعول به في كل شيء ولا عمل لنا سوي تلقي الأوامر وتنفيذ الإرادة السامية للباب العالي في واشنطن ولذلك فإنهم هناك يتحملون المسئولية عن كل شيء حتي ولو كان يتعلق بعلاقاتنا الشخصية بين بعضنا البعض وربما أيضا علاقاتنا الزوجية والعاطفية. ولقد نسي هؤلاء أو تناسوا ان الأعاصير ماهي إلا ظاهرة طبيعية مثلها مثل البراكين والزلازل والفيضانات تحدد الجغرافيا الأماكن التي تتعرض لها وليس السياسة أو دعوات الحانقين والكارهين والشامتين. وأخير أحب أن اذكر الشامتين بأنه إذا كان ساندي غضبا من الله علي أمريكا, لكانت كل الظواهر الطبيعية الأخري غضبا من الله علي الدول التي تضربها وبالتالي لاعتبرنا أن الله غاضب علي إيران وتركيا وبنجلاديش وغيرها من البلاد الإسلامية لأنها جميعا تقع إما في مناطق حزام الزلازل أو تتعرض لفيضانات سنوية توقع آلاف الضحايا. المزيد من أعمدة أشرف ابوالهول