المنصورة وحلوان «ذهبية»    دعم ركائز الأمن والاستقرار    «فضل الشهادة والتضحية في سبيل الوطن» في ختام فعاليات الأسبوع الثقافي لوزارة الأوقاف    نائب مدير الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في زيارة لمطروح    ضمن احتفالات اكتوبر .. افتتاح الشارع الحربي بعد تطويره بدمياط    اليوم العالمي للبريد.. زيادة 36.8% في قيمة المبالغ المودعة بصندوق توفير البريد عام 2024-2025    نائب محافظ الجيزة ونبيلة مكرم يشهدان إطلاق قافلة التحالف الوطنى فى برنشت    كيف تنجح حيلة حماس وتنجو من الفخ؟    وصول الوفد الأمريكي برئاسة ويتكوف وكوشنر إلى القاعة الرئيسية لاجتماعات شرم الشيخ    نجاة رئيس الإكوادور من هجوم على موكبه    مسؤول روسي يعلن مقتل ثلاثة أشخاص في "ضربة صاروخية" على منطقة بيلغورود    عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم اليوم بمسجد الشرطة بالتجمع الخامس بعد صلاة المغرب    رسميا.. ياس سوروب مديرا فنيا للأهلي لمدة عامين ونصف    الزمالك يحذر الأجانب قبل العودة من الأجازة.. اعرف السبب    الأهلي يعود للتدريبات اليوم استعدادًا لضربة البداية بدوري الأبطال    ريال مدريد يستهدف ضم ديزيري دوي نجم باريس سان جيرمان    ضبط قائد سيارة صدم شابًا وفر هاربًا في شرم الشيخ    سحب 1031 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    ننشر أسماء مصابي حادث تصادم طريق شبرا بنها الحر بالقليوبية    مائل للحرارة وشبورة مائية..الأرصاد تكشف حالة الطقس غدا    ضبط مدير مخزن بالقليوبية بحوزته 25 ألف كتاب دراسي خارجي مقلد بدون ترخيص    أمن قنا يكثف جهوده لضبط المتهمين فى مشاجرة تسببت فى إيقاف قطار    الداخلية تواصل حملاتها لضبط الأسواق وتتصدى لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز    محمد عبد المقصود في أمسية بقصر الأمير طاز: طريق حورس القديم مفتاح عبور نصر أكتوبر 73    د. الخشت يهنئ الرئيس السيسي والدكتور خالد العناني بفوز مصر بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو    رجال لا يكررون الخطأ مرتين.. 4 أبراج تتعلم بسرعة من التجارب    ثقافة الإسكندرية تواصل احتفالات نصر أكتوبر بعروض فنية وأفلام تسجيلية    السيسي: الوضع الاقتصادي يتحسن يومًا بعد يوم.. ولسه الأفضل قادم    أشرف عبد الباقي ضيف برنامج فضفضت أوى مع معتز التونى اليوم    صم.. دي جي أحمد.. يونان.. 3 أفلام مرشحة لجوائز النقاد العرب للأفلام الأوروبية    وحدة أورام العيون بقصر العيني: فحص 1500 مريض والاشتباه في 550 أخر 3 سنوات    وفد لبنانى يزور هيئة الاعتماد والرقابة للاطلاع على تجربة مصر بالإصلاح الصحى    صحة المنيا: قافلة "حياة كريمة" تقدم خدماتها الطبية بالمجان بقرية صندفا ببنى مزار    «الشكاوى الحكومية» تتلقى 13.5 ألف شكوى واستغاثة صحية    وزيرة البيئة تتجه إلى أبوظبي للمشاركة في المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة    السيسي يوجه بإطلاق اسم أحمد عمر هاشم على مسجد وطريق ومحطة قطار    بن جفير يقتحم الأقصى مجددًا وسط توتر أمني في عيد العرش اليهودي    5 مرشحين عن دائرة إسنا يتقدمون بأوراقهم لانتخابات مجلس النواب حتى الآن    جامعة حلوان تعلن نتائج جائزة التميز الداخلي وتكرم الكليات الفائزة    يد - بعثة الأهلي إلى المغرب للمشاركة في بطولة إفريقيا    إدخال 16 شاحنة نقل مياه و5 سيارات إسعاف إماراتية من معبر رفح إلى غزة    إصابة 9 أشخاص في تصادم سيارتين بالطريق الحر بالقليوبية    ميكانيكية «الضوء» على خشبة المسرح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 8-10-2025 في محافظة الأقصر    8 أكتوبر 2025.. الدولار يستقر أمام الجنيه عند أدنى مستوياته خلال 16 شهرا    رئيس هيئة الشراء الموحد يبحث مع مستشار الرئيس للصحة الموقف التنفيذي لمشروع «المخازن الاستراتيجية»    من داخل الطائرة الانتحارية    دراسة تحذر: تناول علبة مشروبات غازية يوميًا يرفع خطر الإصابة بمرض كبدي خطير ب60%    أكسيوس: ويتكوف وكوشنر يصلان شرم الشيخ للانضمام لمفاوضات إنهاء حرب غزة    تزوجت بقصد الإنجاب عبر الحقن المجهرى دون جماع والطلاق بعده.. ما حكم الدين    ختام الدورة المجمعة الأولى بدورى مرتبط السلة رجال اليوم    صافرة مصرية تدير أولمبيك اسفي المغربي الملعب التونسي في الكونفيدرالية    اعرف اسعار الدولار اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    «كنت أسير خلفه».. كيف بشر نبي الله الراحل أحمد عمر هاشم بمستقبله    ابنة أحمد راتب: أشهد الله أنك يا حبيبي تركت في الدنيا ابنة راضية عنك    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة المغرب وديًا    توقف عن هذه العادات .. سبب رئيسي وراء الانتفاخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤيتي ل القرن العشرين‏(69)1975‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 10 - 2012

ماذا حدث بعد دخول العالم الثالث في الاتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية؟ وصلتني دعوة من اللجنة المنظمة للمؤتمر الباكستاني الفلسفي السابع عشر بلاهور في عام‏.1975‏ وبعد أن فرغت من قراءة الدعوة دهشت من قضية المؤتمر‏. إذ كانت عن أزمة هوية مع أن باكستان دولة اسلامية خالصة كانت قد تأسست في28 أغسطس1947 بعد انفصالها عن الهند بسبب دعوي وهابية تحكمت في عقول مسلمي الهند تقول بأن المسلم ليس في امكانه أن يكون أمينا لحاكم غير مسلم.
والسؤال بعد ذلك: لماذا اذن تكون أزمة هوية قضية مؤتمر ينعقد في باكستان؟
وكان جوابي علي هيئة سؤال ثالث: هل أزمة هوية انعكاس لأزمة خفية تتجاوز باكستان؟
وكان جوابي علي هيئة سؤال رابع: ما مدي تأثير المؤتمر الفلسفي العالمي الذي انعقد في فارنا في عام1973 علي الوفد الفلسفي الباكستاني أو بالأدق علي وفود الجمعيات الفلسفية في العالم الثالث.
انتهيت من هذه الأسئلة إلي جواب تبلور في البحث الذي ألقيته في ذلك المؤتمر, إذ كان عنوانه الأصالة والمعاصرة في العالم الثالث ارتأيت فيه أن ثمة فجوة حضارية بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة ليس في الامكان عبورها من غير مرور بمرحلتين إحداهما إقرار سلطان العقل والأخري التزام العقل بتغيير الوضع القائم لصالح الجماهير. بيد أنه ليس في الامكان انجاز هاتين المرحلتين من غير مرور بعصرين وهما: عصر الاصلاح الديني الذي يحرر العقل من السلطان الديني وعصر التنوير الذي يحرر العقل من كل سلطان ما عدا سلطان العقل.
وإثر الانتهاء من إلقاء البحث ثار جدل حاد حول مفهوم الفجوة الحضارية, فقد أنكرها فلاسفة باكستان الكبار وأيدها الفلاسفة الشبان. ثم أثير هذا الجدل مرة أخري في وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة. وكان من شأن ذلك كله أن اقترح أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر بقائي في لاهور لمدة أسبوعين لاجراء مزيد من الحوار فقبلت الدعوة ولكن لمدة أسبوع, وقد كان. فماذا كانت النتيجة؟ اقتراح بعقد مؤتمر لفلاسفة الدول الاسلامية من أجل تأسيس فكر اسلامي جديد. إلا أنني اقترحت اشراك فلاسفة من غير دول اسلامية من أجل إثراء الحوار الفلسفي,
وأن تكون هذه المشاركة بداية لتأسيس جمعية فلسفية أفروآسيوية من أجل إجراء حوار حول كيفية ردم الفجوة الحضارية لدي شعوب افريقيا وآسيا. وتمت الموافقة مع تفويضي في تنظيم أول مؤتمر لهذه الجمعية في القاهرة, وقد كان, إذ انعقد في مارس1978 تحت عنوان الفلسفة والحضارة.
المفارقة هنا أنني قد علمت أثناء الحوار أن تعاليم أبي الأعلي المودودي(1903-1979) حلت محل تعاليم محمد اقبال(1873-1938) في المؤسسات التعليمية فابتأست.
والسؤال اذن: لماذا ابتأست؟
وأجيب بسؤال:
ما الاتفاق والافتراق بين اقبال والمودودي؟
إنهما يتفقان في الدعوة إلي الأممية الاسلامية, ولكنهما يفترقان في مضمونها. كان اقبال متأثرا بالفيلسوف الألماني نيتشه في مفهومه عن الانسان الأعلي الذي يضع الارادة فوق العقل لأن الفعل الحاسم هو الفعل الذي لا يؤديه العقل إنما هو الذي تؤديه الارادة. وفي رأي اقبال أن العالم الاسلامي نسي الارادة المسئولة عن احداث التغيير, والتزم بالتراث من غير نقده فتوقف عن ابتداع طرق جديدة. أما المودودي فكاره للغرب إلي حد تدميره, ولهذا أسس الجماعة الاسلامية التي تستند إلي العنف الذي أفضي بدوره إلي الارهاب. وقد تأثر سيد قطب بمفهوم العنف علي نحو ما ارتآه المودودي وذلك في كتابه معالم في الطريق.
وتأسيسا علي ذلك كله يبقي سؤال:
ماذا حدث للفجوة الحضارية التي كانت مبررا لتأسيس الجمعية الفلسفية الأفروآسيوية ؟
الجواب في المقالات القادمة.
المزيد من مقالات مراد وهبة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.