في اللحظة التي بدأ فيها العبور المصري لقناة السويس بعد نجاح الضربة الجوية الأولي في شل وإرباك القيادة الميدانية في سيناء انتقلت كل مشاعر وأحاسيس الثقة من ضفة إلي ضفة حيث أصبحت الكلمة العليا في مسرح العمليات للمصريين بعد انهيار وتصدع خط بارليف الحصين في ساعات وانهيار وتصدع زمن وفصل الغطرسة والغرور في تاريخ الجيش الإسرائيلي! كان هناك ما يشبه اليقين لدي الإسرائيليين في أن خط بارليف يستحيل اجتيازه بعد أن تحول بمرور الوقت إلي مفهوم ورمز لقوة إسرائيل ومنعتها! ولكن الذي غاب عن الإسرائيليين هو أن إرادة المقاتل المصري التي تلاحمت مع إرادة الشعب بأكمله إصرارا علي رفض الهزيمة وتصميما علي رد الاعتبار يمكن أن يكون لها هذا الدور الرئيسي الذي يتفوق علي حسابات القوة وأوهام التفوق! غاب عن إسرائيل تحت غشاوة الغرور الزائد أن مصر قد تغيرت تماما بعد نكسة يونيو1967, وأنها استطاعت أن تجري حسابا دقيقا مع النفس والذات, وأن تمارس تصحيحا جوهريا في بنيان المؤسسة العسكرية, وأن تنجز عملية إعادة البناء الشامل تحت نيران المدافع وزئيرها خلال حرب الاستنزاف! ولهذا كانت أهمية وقيمة وضرورة حرب الاستنزاف التي يخطئ من يعتقد أنها كانت مجرد استخدام لحق الدفاع الوقائي فقط وإنما كانت جزءا أساسيا وأصيلا من مهمة الإعداد الحقيقي ليوم العبور العظيم بعد كسر أسطورة الجندي الإسرائيلي والاطمئنان إلي تطعيم المقاتلين الجدد بأجواء حقيقية للحرب والقتال. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: عنوان الشجاعة في تلازم الإرادة مع الفعل! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله