يمكن القول إن خطة مصر للتعامل مع خط بارليف دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من يوم 8 مارس 1969- قبل استشهاد الفريق عبد المنعم رياض علي جبهة القناة بيوم واحد- حيث بدأت المدفعية المصرية أوسع وأشمل عمليات القصف المدفعي والمتواصل بصورة يومية ضد المواقع الإسرائيلية التي تشكل خط بارليف علي طول الضفة الشرقية لقناة السويس.. وتحت ستار نار المدفعية بدأت سلسلة من العمليات الخاصة الجسورة ليلا ونهارا داخل خط التحصينات وبلغت حد العبور والاقتحام, وأسر العديد من الجنود الإسرائيليين بالتعاون مع رجال الاستطلاع المصريين المرتدين زي بدو سيناء والذين يمكن القول دون أدني مبالغة أنه منذ بداية حرب الاستنزاف وحتي نشوب حرب أكتوبر لم تخل سيناء قط من هؤلاء الأبطال العاملين خلف الخطوط. وهنا أتذكر رؤيتي لأول أسير إسرائيلي يقع في أيدي قواتنا بعد حرب يونيو 1967 وهو النقيب دان أفيدان شمعون الذي اقتاده كمين نهاري في منطقة سرابيوم عام 1969 وعبر به إلي الضفة الغربية بعد معركة خاطفة أسفرت عن تدمير سيارة جيب ومصرع الجنديين الإسرائيليين المرافقين له.. ثم توالت بعد ذلك الكمائن الجسورة التي كان يقودها الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة39 مخ سطع لحصد المزيد من الأسري!. والحقيقة أن هؤلاء الأسري الإسرائيليين كانوا في هذا الوقت صيدا ثمينا لمصر ليس باعتبارهم مصدرا إضافيا للمعلومات وإنما مدخللصياغة دروس مستفادة من عمليات المواجهة لتكون نبراسا لواضع خطة الحرب المرتقبة لمسح آثار هزيمة يونيو 1967. وغدا نواصل الحديث
خير الكلام: العناد مكروه إلا في الحق! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله