تبقي كلمة ضرورية وواجبة في ختام هذه الإطلالة الخاطفة علي بعض أوراق هذه الحرب المجيدة التي مضي عليها38 عاما ولازالت حية ونابضة ومهمة كعنوان فخر وفخار لشعب رفض الهزيمة ولجيش أبي أن يستكين. ولعل أكثر ما ساعد مصر علي بلوغ أهدافها المشروعة أنهم في إسرائيل توهموا علي ضوء النصر الخاطف الذي حققوه في يونيو 1967 أن مصر ليس بمقدورها أن تفكر مجرد تفكير في استئناف العمليات العسكرية. وفي ظل هذه التقديرات الخاطئة علي الجانب الإسرائيلي, والتي كانت مصر علي علم بها بواسطة أبرع وأخطر عمليات اختراق استخبارية في تاريخ الحروب قررت القيادة العسكرية المصرية أن تبدأ مرحلة من العمل العسكري الأكثر فاعلية ونشاطا ووضعت في اعتبارها ضرورة تدمير هذا الخط الدفاعي. وقد دخلت الخطة الجديدة موضع التنفيذ اعتبارا من 8 مارس 1969, حيث بدأت المدفعية المصرية قصفا شديدا ومتواصلا بصورة يومية ضد مواقع العدو في خط بارليف, وفي الوقت نفسه بدأت سلسلة من العمليات الانتحارية ليلا ونهارا داخل مواقع العدو, وبلغت حد العبور والاقتحام بأكثر من سرية, حيث بدأت مراحل العمل داخل وخلف خطوط العدو. كانت مهمة دوريات الاستطلاع المصرية تتجاوز أكثر من مجرد الملاحظة, وجمع المعلومات بأن تنصب الكمائن, وأن تحصل علي الأسري كمصدر من مصادر المعلومات التي كانت قواتنا بحاجة ماسة إليها في هذه الفترة.. وقد وقع أول أسير إسرائيلي بعد حرب 1967, وهو النقيب دان أفيدان شمعون في يد قواتنا يوم 14 ديسمبر 1969 بواسطة كمين نهاري في منطقة سرابيوم أسفر عن تدمير عربة جيب, وقتل جنديين, وبعدها بدأت الكمائن النهارية تتوالي, وبدأ الأسري الإسرائيليون يقعون في أيدي رجال الكمائن الذين كان يقودهم الشهيد البطل العميد إبراهيم الرفاعي في المخابرات الحربية. كان الاشتباك والقتال وجها لوجه ضرورة لاستخلاص الدروس لوضعها في الاعتبار عند وضع خطة عمليات أكتوبر... وكان الدرس الأهم هو أن العدو لا يضع في اعتباره إمكان مهاجمته نهارا! وعندما حانت ساعة الصفر كانت إسرائيل بالنسبة لجنود مصر البواسل كتابا مفتوحا من أول صفحة إلي آخر صفحة! وسنظل نسترجع ذكرياتنا ونراجع أوراقنا عن هذه الأيام المجيدة عاما بعد عام مادام في العمر بقية! خير الكلام: لقد كان حلما أن نري سيناء حرة.. ولكن من الأحلام مايتوقع! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله