كتب : سامي فريد في أهرام الثلاثاء13 أبريل الحالي كتب أديبنا الكبير يوسف الشاروني مقالا في صفحة الأدب معلقا علي مؤتمر الترجمة وتحديات العصر 0 الذي عقده المركز القومي للترجمة خلال الفترة من28 وحتي31 مارس الماضي بالمجلس الاعلي للثقافة, وقد منع الحياء يوسف الشاروني كما هو معروف عنه أن يشير صراحة إلي اختيار مؤتمر القصة القصيرة للأديب الكبير زكريا تامر ليفوز بجائزة الملتقي الأول للقصة العربية في القاهرة متجاهلا أديبا في مثل قيمة وقامة يوسف الشاروني برغم اعترافنا الكامل الذي لا يقبل أي شبهة بقيمة زكريا تامر كواحد من أساتذة القصة القصيرة أمضي حياته مخلصا لها فجاءت قصصه مزيجا من واقع سياسي شديد الظلمة ومخيلة رحبة قادرة علي رسم الدهشة عند قرائه, ورغم هذا فلم يكن مقبولا مطلقا تجاهل الشاروني في الملتقي الأول وهو صاحب أكثر من45 كتابا متنوعا في القصة والرواية والنقد وهو واحد ممن ساهموا في الحركة الثقافية بالترجمة أيضا, وهو الحاصل علي اعترافات دوائر الأدب والنقد عربية وعالمية بقيمته بما ناله من جوائز وأوسمة إضافة إلي تسعة كتب ورسائل جامعية عن أدبه أجمعت كلها علي أنه رائد التجريب في مصر بخروجه علي المواصفات القصصية السائدة وتغييره بعض عناصر الخطاب القصصي التقليدي واستخدامه تقنيات تجريبية في قصصه واستخدام الحدث البسيط والمألوف خروجا علي غرائبية الحدث في الخطاب التقليدي واستخدام الحدث المفرغ من محتواه أو ما يسمي اللاحدث وهو ما لم يسبقه اليه غيره واعتماده في سرده علي تفتيت الحدث وتشريحه وعلي التزامن بين الأحداث واستخدام نمط القصة ذات البعدين التي يتوازي فيها خطان حديثان, يمثل أحدهما رمزا للآخر, والتحكم في سرعة النص باستخدام التحديد الزمني بحيث تتداخل عدة سرعات في النص الواحد, واستخدام الحواس الخمس في رصد المكان.. ثم بعد هذا كله وبغرابة شديدة يتجاهله ملتقي القصة العربية الأول وفي القاهرة!, ولعل ما قد يمكن أن يعزينا هنا عن هذا التجاهل أن المجلس الاعلي للثقافة والمركز القومي للترجمة قد تجاهلا بدوريهما ومن قبل رائدا مثل يحيي حقي له في الترجمة أكثر من كتاب عن الانجليزية والفرنسية, نذكر منها البلطة لميخائيل ساروفيانو, والطائر الازرق لموريس مترلنك, وكنوك أو انتصار الطب لجول رومين, ولاعب الشطرنج لستيفان زفايج, وطونيو كروجر لتوماس مان, والقاهرة لديزموند ستيوارت, كما غاب عن المجلس الاعلي للثقافة انشاء جائزة في القصة باسمه وهو من شهد له تلامذيه بأستاذيته لهم نذكر منهم يوسف إدريس, بل ونجيب محفوظ نفسه! ولعلها عادة راسخة في موروثنا أن نتجاهل آباءنا, فالشاروني ليس أول من تجاهلوه وربما أيضا لن يكون آخرهم!!