الأستاذ يوسف الشاروني كاتب كبير نعتز به، وبانتمائه لاتحاد كتاب مصر، ونعتمد عليه كثيرا في لجنة القيد عند فحص أعمال الأدباء الذين يرغبون في الانضمام لعضوية الاتحاد، ونثق تماماً بأحكامه، ونأخذ بها دون تردد أو مناقشة، لأنه يوسف الشاروني الأستاذ والمعلم. وقد كتب الأستاذ الشاروني في العدد الماضي من القاهرة بتاريخ 13 إبريل 2010 مقالاً بعنوان (إذا كان صاحب كتابي «الجذور التاريخية للصراعات المعارضة» و«يوميات حرب أكتوبر» لا يستحق عضوية الاتحاد فمن الذي يستحق؟) معاتباً لأن الاتحاد لم يقبل في عضويته الدكتور عادل وديع فلسطين الذي تقدم للحصول علي العضوية بكتابين هما: - الجذور التاريخية للصراعات المعاصرة - يوميات حرب أكتوبر وينهي الأستاذ الشاروني مقاله بطلب مهذب يتناسب مع شخصه الكريم، يوجهه للأستاذ محمد سلماوي رئيس الاتحاد، بإعادة النظر في عضويته التي تجاوزت نصف قرن، معللاً ذلك بقوله «لعل تقدمي في العمر قد أخل بقدراتي العقلية في الحكم علي من يستحق عضوية اتحاد الكتاب». وبداية أقول للأستاذ الشاروني: «متعك الله بالصحة، ومنحنا القدرة علي التفكير الصائب والحكم السديد مثلك». وأثني فأقول للأستاذ الشاروني إن الأمر لا يتعلق إطلاقاً بقدرتك علي الحكم، ولا يعني إطلاقاً أن ماقدمه الدكتور عادل وديع فلسطين لا قيمة له، بل هناك آخر لم تضعه في حسبانك قبل أن تنفعل وتغضب وترد هذا الرد. المسألة ياسيدي باختصار أن الذين وضعوا قانون اتحاد الكتاب، ولعلك كنت واحداً منهم، نظروا إلي الاتحاد بوصفه اتحادا للأدباء وليس اتحادا للكتاب، وفارق كبير بين هذا وذاك، فاتحاد الأدباء تقتصر عضويته علي من يكتب الأدب، أما اتحاد الكتاب فيضم كل من يقدم إضافة للحياة العقلية، في كل مجالات المعرفة، من سياسة واجتماع واقتصاد وعلوم طبيعية، وغيرها. لكن الذين وضعوا القانون، ولعلك كنت واحداً منهم، وضعوا مادة «مادة رقم 7» تحدد الأنواع الأدبية التي تسمح لصاحبها بالانضمام لعضوية الاتحاد، تقول هذه المادة بالحرف الواحد: «مجالات الأدب هي: القصة القصيرة، الطويلة، الشعر والزجل، النقد، الدراسات الأدبية، التراجم، الترجمة، أدب الرحلات، أدب الطفل، سيناريو وحوار الأفلام السينمائية، المسرحيات، الأعمال الدرامية التي تعد للإذاعة والتليفزيون ، وجميع الأعمال الأدبية الأخري». ولعلك تري ياسيدي أن كلمة مجالات في صدر المادة تحدد هذه المجالات بأنها «أدبية»، وأن آخر كلمة في المادة تتحدث عن الأعمال الأدبية الأخري، ولو كانت تنص علي «الكتابات الأخري» بدلاً من تحديد الأمر بشكل قاطع بنصها علي «الأعمال الأدبية» لفتحت الباب لراغبي العضوية ممن يرغبون في الانضام لاتحاد الكتاب من المؤرخين وعلماء الاجتماع والصحفيين والساسة ورجال الدين وغيرهم، لكن هكذا حدد منشئو الاتحاد طبيعة عضويته منذ نشأته حتي الآن. صحيح أن الاتحاد يضم في عضويته بعض رجال الصحافة والسياسة والدين والمعارف الأخري لكنهم جميعاً دخلوا الاتحاد بكتب أدبية في المجالات التي نص عليها القانون. ان الكثيرين يرون أن اسم اتحاد الكتاب يشير إلي أنه يجب أن يفتح أبوابه لكل من يحمل قلماً، لكن هذا ليس في القانون، وربما كان عذر من وضعوا القانون أن الفئات الأخري لها نقابات متخصصة تضعها، وعلي أي حال أعود فأؤكد مرة أخري تقديرنا الكامل لك ولأحكامك، وتقديرنا للدكتور عادل وديع فلسطين. في ختام كلمتي أود أن أشير إلي عدة أمور: أولاً: جاء بكلمتك أنك أرسلت تقريراً عن أعمال الدكتور عادل، وأؤكد أني لم أر هذا التقرير علي الإطلاق. ثانياً: قال الدكتور عادل لسكرتير لجنة القيد إنه سيتقدم مرة أخري للحصول علي العضوية بأعمال أدبية من تأليفه، ونحن في انتظارها. ثالثاً: ذكرت في مقالك أنه كان من المناسب أن يحال الإنتاج المقدم من الدكتور عادل إلي فاحص مسيحي علي اعتبار أن المسيحيين علي دراية وثيقة بالتوراة وأخالفك الرأي في هذا ياسيدي، فالمسلمون أيضاً يقرVون التوراة ويكتبون عنها. وأخيراً يا أستاذنا: لا تغضب، ولك العتبي حتي ترضي. الكاتب المعروف ورئيس لجنة القيد في اتحاد الكتاب