يتضاءل الأمل في فرص نجاح مبادرة المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي التي يطالب فيها الحكم السوري والمعارضة المسلحة بوقف القتال ولو في صورة هدنة محدودة خلال أيام عيد الأضحي برغم المساندة القوية التي تلقاها المبادرة من جانب مصر وتركيا وإيران. رأفة بأحوال السوريين الذين أهلكتهم الحرب الأهلية ودمرت أسواقهم التاريخية وخربت معظم مدنهم وأحالت شواهدها الأثرية والحضارية الي أطلال وخرائب, وراح ضحيتها33 ألف قتيل معظمهم من المدنيين, سقط أغلبهم تحت القصف الجوي السوري للأحياء السكنية في مدن حمص وحماة ودير الزور وإدلب وحلب وآخرها معرة النعمان, التي تواصل قصفها علي مدي أسبوع بعد أن أصبحت في أيدي الثوار, لأنها تقع علي الطريق الحيوي الذي يربط شمال سوريا بوسطها, وتتحكم في إمدادات الجيش السوري الي مواقعه العسكرية في الشمال. ويأمل الأخضر الإبراهيمي في أن تنجح هدنة عيد الأضحي في كسر دائرة العنف وإتاحة الفرصة لترتيبات عملية تضمن استمرار وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات حرة تفتح أبواب التسوية السلمية للازمة, خاصة أن كلا من المعارضة والحكم يبدو عاجزا عن حسم المعركة لصالحه في الأمد المنظور في ظل القيود المفروضة علي دخول الأسلحة الثقيلة للطرفين!. وبرغم التعاطف الدولي الواسع مع مبادرة المبعوث الدولي, وإعلان كل من الحكم والمعارضة قبول المبادرة من حيث المبدأ, إلا أن تعدد أطراف الحرب وتعاظم الدور الذي يقوم به تنظيم القاعدة, وغياب الحد الأدني من الثقة بين جميع الأطراف يجعل تطبيق المبادرة أمرا يكاد يكون متعذرا!, وكما يتدفق علي سوريا مقاتلو تنظيم القاعدة وانصار السلفية الجهادية لمساندة الثوار, تتدفق ميليشيات الشيعة العراقية ومقاتلو حزب الله وجماعات الحرس الثوري الإيراني لمساندة حكم بشار الاسد حتي تكاد الحرب السورية تتحول الي حرب شيعية سنية, وربما يكون من المؤسف أن الذين أضرموا نيران الحرب يعجزون الآن عن حصار لهيبها الذي يمكن أن يمتد الي مناطق قريبة وبعيدة تعاني تصاعد التوتر الطائفي. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد