لليوم الثاني علي التوالي كثف الطيران الحربي السوري أمس هجماته علي مدينة معرة النعمان شمال غرب البلاد حيث تسعي القوات النظامية إلي انتزاع السيطرة علي المدينة من الثوار المسلحين. وذلك بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي لدمشق. أكدت مصادر من المعارضة ان الطائرات الحربية ألقت قنابل عنقودية علي مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي تقع علي الطريق السريع بين دمشق وحلب. وذلك بعد يوم من شنها هجمات علي المناطق السكنية وهو ما تسبب في وقوع عشرات القتلي نصفهم من الأطفال. وتسعي قوات الأسد إلي السيطرة علي الطريق السريع من أجل استعادة عمليات الامداد للوحدات العسكرية في مدينة حلب ومساعدة نحو 250 جندياً محاصرين في قاعدة وادي ضيف. وعرضت المصادر نفسها بقايا احدي هذه القنابل التي ألقيت علي المدينة وكذلك عشرات القنابل الأخري التي لم ينفجر بعضها. وتحمل احدي قطع هذه القنبلة كتابات بالأحرف السيريلية ما يدعو إلي الاعتقاد انها روسية الصنع. في السياق نفسه نشر المرصد السوري لحقوق الانسان صوراً لما قال انها أدلة علي استخدام قوات الأسد قنابل عنقودية في منطقة قرب الحدود التركية. وقال المرصد ان طائرات حربية سورية اسقطت قنابل عنقودية علي الثوار في اقليم ادلب يومي 11 و12 أكتوبر الجاري. تظهر الصور ما وصفه المرصد بأنها قنابل عنقودية مستنفدة اسقطت علي بلدة سراقب باقليم ادلب. وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش الدولية المعنية بحقوق الإنسان في العالم قد اتهمت في وقت سابق سلاح الجو السوري بزيادة معدل استخدام القنابل الانشطارية - روسية الصنع - مؤخراً وهو ما نفاه الجيش السوري. من جانبها أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بارتفاع اعداد قتلي علي يد قوات نظام بشار الأسد إلي 31 شخصاً معظمهم في الرقة ودير الزور. تأتي هذه التطورات في جمعة مظاهرات جديدة تحت شعار "أمريكا.. ألم يشبع حقدك من دمنا". وفي محافظة حلب نشبت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من كتائب الثوار في حي "الصاخور". الذي يتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة علي الحي. كما تعرضت الاحياء الشرقية لمدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية. وتعرض حي الميدان للقصف بقذائف الهاون من قبل مقاتلي الثوار. وفي إدلب شن الطيران الحربي غارات علي مواقع مقاتلي المعارضة. في أحدث حصيلة لاعداد القتلي. أعلن المرصد السوري ارتفاع عدد القتلي في سوريا منذ منتصف مارس الماضي إلي 34 ألفاً. في دمشق ذكر شهود عيان ان السلطات السورية عززت مؤخراً الحماية في مداخل القصر الرئاسية بمنطقة المهاجرين حيث وضعت حواجز اسمنتية يحتمي بها الحرس المنتشر في محيط قصر الرئيس بشار الأسد وحاشيته. أشار شهود إلي ان حركة تفتيش السيارات في المنطقة زادت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة. علي الجبهة التركية أجري الجيش التركي مناورات عسكرية باشتراك عدد من الدبابات والمدرعات علي الحدود مع سوريا بالقرب من قرية "مرشيت بينار" في بلدة "سوروتش" بمحافظة "أورفة" جنوب تركيا. كما حلقت طائرات حربية تركية علي الشريط الحدودي للقيام بعمليات كشف جوي واستطلاع بعدما اقتربت طائرة مروحية سورية من الحدود التركية. في مسعي لتأمين هدنة وقف اطلاق خلال اجازة عيد الأضحي الذي يبدأ الجمعة المقبلة. وصل إلي العاصمة السورية دمشق المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي. كان في استقباله بمطار العاصمة السورية نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ومن المقرر ان يلتقي الابراهيمي اليوم وزير الخارجية وليد المعلم. علي ان يعقد لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد في وقت لاحق. كان الابراهيمي قد اقترح هذا الأسبوع وفقاً لاطلاق النار في سوريا بمناسبة عيد الأضحي المبارك الذي يبدأ في 26 أكتوبر الجاري. تعد هذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها الابراهيمي إلي سوريا منذ تعيينه مبعوثاً في اغسطس الماضي. من جانبها شككت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة بسوريا في نجاح الهدنة التي دعا إليها المبعوث الأممي العربي المشترك إلي الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي خلال عيد الأضحي. أعرب رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة منذر خدام عن قناعته باستحالة تحقيق هدنة عسكرية علي الأرض في سوريا في الوقت الراهن. لأن الطرفين غير مستعدين لذلك وخصوصاً ان كلا منهما يدعي تحقيق انتصارات علي الأرض. من جانبه دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي الحكومة السورية إلي تطبيق وقف اطلاق النار خلال أيام عيد الأضحي الأسبوع المقبل.