ثمة تساؤلات حول دور دول منظومة مجلس التعاون الخليجي حيال الثورة السورية المشتعلة منذ ما يقرب من العامين, وعما اذا كانت نابعة من منطلقات مبدئية أم جزء من مؤامرة أجنبية لتفتيت المنطقة وفي القلب منها سوريا الدولة المهمة في إقليم الشرق الأوسط.تالأهرام طرحت هذه التساؤلات في لقاء خاص مع عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض خلال زيارته للقاهرة مؤخرا وجاءت إجاباته علي النحو التالي: بداية كيف تقيم الدور القطري في التعاطي مع الأزمة السورية ؟ { لاشك أن هذا الدور منذ بداية اندلاع الثورة السورية مقدر ومشكور, فقد كانت قطر إلي جانبنا وما زالت مستمرة في تقديم الدعم لنا, خاصة بعد أن أصبحت تمتلك تجربة إيجابية وناجحة في كل من تونس وليبيا, وهذا الأمر لن ينساه الشعب السوري في المستقبل. لكن ثمة من يري أن هذا الدور هو جزء من مخطط تقوده الولاياتالمتحدة لتغيير النظم العربية وتفتيت المنطقة تمهيدا لفرض الهيمنة عليها فما ردك علي ذلك ؟ { هذا الطرح هو جزء من تحليلات تسود بعض الدوائر دون سند من حقيقة أو مرتكز واقعي, فما يجري في سوريا هو ثورة شعب بكل المقاييس يريد التخلص من نظام أضحي أكثر النظم المستبدة في العالم. هل تغيرالموقف القطري من المجلس الوطني في ضوء بروز تنظيمات جديدة للمعارضة ؟ { أبدا لم يحدث أي تغيير, وثمة حرص من قبل القطريين علي أن يكون المجلس الوطني معبرا عن كل السوريين وأن تكون كل المكونات السياسية والاجتماعية ضمن نسيج المجلس, غير أنهم يدعون المجلس دوما للدخول في حوارات مع جميع أطراف المعارضة بما يدفع الي تكريس وصيانة الوحدة الوطنية. هل هناك دعم لوجستي وسياسي من قبل قطر للثورة السورية أم يقتصر الأمر علي الدعم الإعلامي الذي تقدمه قناة الجزيرة الفضائية؟ { دون الدخول في التفاصيل بوسعي التأكيد أن الدعم الذي تقدمه قطر للثورة السورية علي مختلف المستويات إلي أي مدي تشعرون في المجلس بأهمية الموقف الخليجي تجاه الثورة السورية ؟ { الموقف الخليجي علي وجه الإجمال إيجابي, ربما يكون هناك تفاوت بين هذه الدولة أو تلك, بيد أنه في المحصلة النهائية فإن هذا الدور يمثل الأساس في الموقف العربي, فهو الذي حرك الجامعة العربية بعد مضي ستة أشهر علي اندلاع الثورة باتجاه بلورة سلسلة القرارات والمبادرات علي صعيد التعامل مع الأزمة, والتي شكلت فيما بعد أساسا للتحرك الدولي خاصة الخطوات التي اتخذها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وذلك موضع تقديرنا. ومع ذلك ثمة من ينتقد الدور السعودي داخل بعض دوائر المعارضة السورية ؟ { إننا نثمن دور السعودية القوي في وقوفها الي جانب الشعب السوري ومساعدتها علي الانطلاق في ثورته سعيا لتحقيق الانتصار وبناء دولته الجديدة القائمة علي التعددية والمواطنة والديمقراطية فضلا عن تقديم كل الإمكانات في سبيل تخفيف آثارالمحنة عليه.