توصل الباحثون بكلية الزراعة جامعة القاهرة لانتخاب سلالات من القمح قادرة علي تحمل الظروف البيئية ومقاومة الملوحة, حيث يمكن زراعتها علي مياه ري تحتوي علي3 آلاف جزء في المليون ملوحة, ولذلك تصلح في الأراضي الصحراوية والمستصلحة مما يضاعف من إنتاجية القمح. ويقول الدكتور نبيل الشربيني الأستاذ بكلية الزراعة ورئيس مشروع تحسين سلالات القمح تحت ظروف الضغط البيئي إنه تم استيراد480 سلالة من القمح من المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والقاحلة( ايكاردا) بسوريا التي تحتفظ بجميع سلالات الأصناف العالمية من القمح, وتم زراعتها في مزرعة الكلية بوادي النطرون وتجريبها. وبعد زراعتها توصلنا إلي أن هناك خمس سلالات قادرة علي تحمل الملوحة وأعطت10 أرادب للفدان, في حين انه عند زراعة الأصناف المصرية التي تزرع في الأراضي الخصبة وتعطي18 إردبا للفدان لم تعط سوي4 أرادب عند زراعتها في الأراضي ذات الملوحة العالية. وأضاف نحن الآن في المرحلة النهائية للمشروع وهي إكثار هذه السلالات حتي نصل لنصف طن لكل سلالة, لنتمكن من توزيعها علي الفلاحين وسوف يتم التوزيع مجانا بشرط أن يعيد الفلاح التقاوي بعد الحصاد. لنتمكن من إعادة توزيعها مره أخري لزيادة الإنتاجية من المحصول. ومن المعلوم أن هناك فجوة غذائية كبيرة بين المنتج من القمح والمستهلك منه, حيث تبلغ إنتاجية مصر من القمح الحالية8 ملايين طن في السنة تزرع في2.5 مليون فدان, في حين أن الاستهلاك الفعلي سنويا12 مليون طن وللعمل علي سد هذه الفجوة وتحقيق الاكتفاء الذاتي لابد من التوسع في زراعة هذه السلالات من القمح في الأراضي الصحراوية والتي تروي بمياه زائدة الملوحة, حيث يجب أن نزرع حوالي2 مليون فدان في مناطق الصحراء الغربية المتصلة بالخزان النوبي للعمل علي خفض معدلات الاستيراد من القمح التي وصلت إلي40% من استهلاكنا المحلي, ولكي يتم ذلك نحن في حاجة لمشروع قومي ضخم لتبني هذا المشروع. وعن اقتصاديات استزراع الأراضي الصحراوية والمستصلحة بهذه السلالات المنتخبة, والقادرة علي النمو في تلك الاراضي وإعطاء إنتاجية عالية الجودة من القمح, أشار إلي أن تكلفة زراعة الفدان الواحد تصل إلي ألفي جنيهه, في حين يباع محصول القمح الناتج بحوالي3800 جنيه مما يحقق أرباحا عالية للمزارع.
