يتعدد مدلول أو مصطلح الثقافة ليتدرج كمفهوم علمي ضمن علم الأنثروبولوجيا فيمثل مجموعة من الأنماط المتكاملة من المعرفة البشرية وتهذيب للعقل وتدريبا علي المهارة, التنوع الثقافي في مصر أم الدنيا سلامة الرقيعي عضو مجلس الشعب بشمال سيناء يتعدد مدلول أو مصطلح الثقافة ليتدرج كمفهوم علمي ضمن علم الأنثروبولوجيا فيمثل مجموعة من الأنماط المتكاملة من المعرفة البشرية وتهذيب للعقل وتدريبا علي المهارة, ويساعد الإنسان علي زيادة مداركه بفطنة تجعل له الغلبة علي الكائنات الأخري أو علي فئة أخري من بني جلدته يستقر بها علي الأرض فينشئ الحضارات لتكون تراثا تبقي آثاره في الأجيال اللاحقة. وإذا نظرنا إلي مصر فإننا نجد أن أقدم ثقافة فيها كانت الثقافة الفرعونية حيث تجاوزت الخمسة آلاف عام من التاريخ المدون علي الرغم من أن مصر أبعد بكثير من هذا التاريخ لأن الثقافات أتت إليها وخرجت منها منطلقة إلي العالم فأثرت فيه. ومصر لم تبدأ بالحقبة الفرعونية بل بدأ الفراعنة بمصر وكونوا ثقافتهم علي أرضها لأنها أعم وأشمل من أن تقتصر علي ثقافة واحدة تركن إليها فهي مهد الحضارات وأم الدنيا التي خرجت منها الثقافة والعلوم فكانت لبنة لحضارات أخري سادت العالم. والثقافة في مجملها تعبر عن حالة من التجديد المستمر لاتقف عند حد معين, ولها القدرة علي الاستيعاب ولاترتبط بمقاييس الاقتصاد فهناك مجتمعات ذات ثقافة عالية دون أن تكون متطورة ماديا كما أن هناك مجتمعات لديها وفرة اقتصادية دون أن تكون صاحبة حضارة. والتنوع الثقافي وتزاوج الثقافات واقترانها ببعضها البعض أصبح أمرا مسلما به علي المستوي العالمي حيث عززت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم( اليونسكو) قضية التنوع الثقافي وحماية الثقافة العالمية والتراث الطبيعي من خلال الإتفاقية الخاصة بذلك في عام1972 م واتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي لعام2003, وأخيرا اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي عام2005 م التي تعد تتويجا للإعلان العالمي لليونسكو بشأن التنوع الثقافي عام2001 م, وهي:( الاعتراف بالتنوع الثقافي تراثا مشتركا للإنسانية يجب الدفاع عنه كضرورة أخلاقية لاتنفصل عن الكرامة الإنسانية). وإذا نظرنا إلي التنوع الثقافي في مصر وماتحويه من تراث غير مادي نجد أن هناك خصوصية تتميز بها بعض الأقاليم المصرية ثقافيا, فمجتمع الصحراء الغربية حيث مطروح وسيوة والوادي الجديد وغيرها نجد أن لهم ثقافات من فنون وآداب وعادات بنمط خاص يتميزون به, ويمتد إلي مابعد حدود الدولة ليتجاوزها إلي المغرب العربي, وإذا نظرنا إلي الجنوب حيث أسوان والنوبة ومثلث حلايب فيه ما يميزه ثقافيا وقد يمتد إلي السودان والعمق الإفريقي, وكذلك يندرج الحال علي شبة جزيرة سيناء حيث الأنماط الثقافية والعادات التي تميزها وتمتد بها إلي مابعد حدود الدولة حيث المشرق العربي والشام, وكذلك مانراه في صعيد مصر والوجه البحري من أنماط وتنوع ثقافي يميزه عن غيره مما يستدعي إظهار تلك الثقافات إعلاميا وبصفة مستمرة ومتوازنة لأنها من مكونات الشخصية المصرية التي تعتمد علي عبقرية المكان وفطنة الإنسان. وإذا قلنا إن النشاط الإنساني الثقافي تتوارثه الأجيال تلو الأخري فيعطي كل أمة أو مجتمع خصائصه التي ينفرد بها حيث الملامح الثقافية المتمثلة في اللغة الناقلة للتراث والحكاية والأمثال والأدب الشعبي والموسيقي والغناء والفنون والأزياء والحرف التقليدية والخبرات المرتبطة بها والعادات والتقاليد شاملة الممارسات الاجتماعية والطقوس والأعياد والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والعالم. وإذا نظرنا إلي أن مصر تفوقت في هذا وأعطاها الشخصية والصفة العالمية للتنوع الثقافي الذي يؤهلها إلي أن توجه بها الاقتصاد والسياسة وتستخدمها لتحقيق المردود المناسب للوصول للعالمية والتأثير في مجريات الأحداث بأنواعها. فإنه استغلالا ليوم التراث العالمي الذي يحتفل به في شهر إبريل من كل عام أن تقوم مصر بتجنيد أجهزتها الثقافية والمعنية بالشأن التراثي وأن تخصص بصفة سنوية أياما تراثية ثقافية تسمي( أيام مصر التراثية) لإظهار هذا التنوع الفريد الذي يجعلها محط أنظار العالم وبصفة مستمرة. فالموروث الثقافي القديم والحي والتراث المادي وغير المادي الذي تحتويه مصر قادر علي أن تنطلق منه إلي لغة الحوار بين الحضارات وتأكيدها في المحافل الدولية دون كلل وتستفيد منه الجهات المسئولة عن الثقافة في إظهاره ووضع لبناته الأساسية لتستمر في عطاء متواصل يخدم الأجيال وتتحقق به التنمية المستدامة.