عام مضي علي رحيل كاتبنا الكبير أنيس منصور.. صمت غريب احتوي الرجل بعد رحيله وكأننا نتآمر علي كل قيمة وكل رمز في هذا الوطن.. كان انيس منصور كاتبا من طراز فريد ومفكرا استطاع أن يبقي دائما في صدارة المشهد الفكري والسياسي والإنساني في حياتنا..كان انيس منصور تركيبة ثقافية لها خصوصيتها فقد جمع بين كل فنون الأدب روائيا وقصاصا ومترجما وكاتب عمود صحفي يعتبر من انجح الأعمدة واطولها عمرا.. عام مضي علي رحيل انيس منصور الذي ملأ حياتنا فكرا وحوارا وبساطة وعمقا.. عرفت كاتبنا الكبير سنوات طويلة وعندما طلب مني الصديق عبد الفتاح الجبالي والراحل العزيز لبيب السباعي والصديق عبدالعظيم حماد ان اكتب مقالا يوميا في الصفحة الأخيرة في الأهرام رفضت أن أكتب في نفس المكان الذي كتب فيه أنيس منصور فقد كان في مصر أنيس منصور واحد.. كانت لنا ذكريات كثيرة فقد ذهبت معه حين اصدر مجلة اكتوبر بجانب مسئولياتي في الأهرام في ذلك الوقت وبعد صدور العدد الأول من المجلة اعتذرت له عن الاستمرار حتي نظل اصدقاء..كان انيس منصور يعشق الأعمال الفردية فكان يكتب المجلة من الغلاف إلي الغلاف وتري بصماته في كل سطر فيها..ولن أنسي مقالب أنيس منصور دعوته يوما علي الغداء في الأهرام ومعه د. فؤاد ابراهيم رحمة الله عليه وفوجئت وهو يدخل كافيتريا الأهرام ومعه جميع العاملين في مجلة اكتوبر وكان عددهم27 محررا..كان انيس منصور موسوعة في الفكر والتاريخ والقصص والحكايات وكان من اخف الناس ظلا كثيرا ما كان يؤلف النكت بنفسه.. وقد أخفي أنيس اشياء كثيرة عرفها وعايشها ولم يكتب عنها خاصة فترة حكم الرئيس السادات ولا ادري هل جاء ذكرها في مذكراته التي لم تنشر بعد..كان يعرف الكثير عن الساعات الأخيرة في حياة انور السادات بما في ذلك اسرار اغتياله التي لم يكشفها أحد حتي الآن وكان أنيس يعرفها من مصادر موثوق بها ولم يفصح عنها..وبعد عام من رحيله بقي الفراغ الذي تركه انيس منصور في الحياة الثقافية المصرية والعربية ولا اعتقد أن هناك من يملأ هذا الفراغ. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة