مصر ليست وطنا نعيش فيه, بل وطن يعيش فينا مازلت أذكر كيف برقت مقولة البابا شنودة هذه في ذهني حين قرأتها أول مرة ويوم رزقني الله أول أولادي أسميته وطن. شغفتني أقوال قداسته, فتتبعتها بمحبة وتبجيل, وعرفت أنه يحب الأدب, ويقرض الشعر, بعضه فكاهي, وبعضه يرددونها كترانيم شفيفة, واستلفتني اهتمامه بالفن التشكيلي, ثم اكتشفت أنه عضو بنقابة الصحفيين فسعدت لحيازتنا شرف زمالته. لكن شيئا مميزا ظل يشدني إليه, هو روحه الفكهة, وقريحته الحاضرة التي تلهمه طرائفا رائعة يرتجلها خلال لقاءاته بذهنية مدهشة, فاعتبرته مقياسا لخفة الظل المصرية, وتجسيدا للروح الوطنية في أبهج صورها. ومع عودة قداسته سالما من رحلة علاجه, تمنيت تهنئته, فآثرت تجميع بعض إفيهاته لتعريف الناس بقدراته علي إشاعة البهجة في نفوس محيطيه, وإمتاعهم بقفشاته, ليستقبلوا العام الجديد, وعيد الميلاد المجيد بهذه الابتسامات البابوية البهية: * في لقاء مع الرئيس مبارك ضم الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف, وقداسة البابا شنودة, رن موبايل البابا عدة مرات فكان يرد باقتضاب: مشغول.. عندي اجتماع.. غدا.. ليس الآن.. فضاحكه الشيخ طنطاوي: ياقداسة البابا أليست لي مكالمة؟ فمازحه البابا: ياسيدي التليفون بيضرب جرس.. لما يؤذن حديهولك! *قال تاجر أردني لقداسته: عندي مشروع بحاجة لدعم الكنيسة, وهو تعبئة مياه نهر الأردن الذي تعمد فيه السيد المسيح في زجاجات وبيعها في مصر للبركة.. فأجابه البابا: طب ما المسيح جاء إلي مصر وشرب من مياه النيل فما رأيك لو عبأناها في زجاجات وبعناها في الأردن! *سأله مذيع: ما حكاية الأقباط الذين يتحدثون عن دولة لهم في أسيوط؟ قال قداسته: إزاي الكلام ده؟! وعندنا أساقفة كتير قوي, هنوزعهم إزاي علي أسيوط, ممكن نخلي كل أسقف علي حارة ونسميهم الآباء الحواريون. *صاح صعيدي بصوت عال إنت جاموس يا سيدنا( يقصد قاموس) فقال قداسة البابا: الرك علي العجول إللي تفهم( يقصد العقول) *سأله أحدهم: أنا بنام في اجتماع قداستكم.. فماذا أفعل؟ فقال البابا: إبقي فكرني أعمل اجتماع وانت صاحي *وسأله آخر: أنا عندي داء النسيان ماذا أفعل؟ أجاب البابا: خايف أقول لك تنسي بكره *وسأله أعزب: عندي55 سنة ونفسي أتجوز فرد قداسته: إذا عندك55 يبقي لازم تتجوز أم44 * قال أحدهم لقداسته: الشيطان دايما بيحاربني, وبعمل كل حاجة لمقاومته, وبرده الخطية موجودة. فقال قداسته: حاول تتفاهم معاه وقله إبعد عني يا شطشط * سألته سيدة: هل يمكنني الاعتراف من خلال التليفون؟ (ومن المعروف في تقاليد الاعتراف بالكنيسة أن يضع القسيس يده علي رأس المعترف) فأجابها البابا: ممكن.. بس لما أقرأ لك التحليل ياريت تحطي سماعة التليفون علي راسك * كان أحد الأشخاص يخاصم أخاه وراح يعترف للبابا, وكلما ذكر خطية يقول: أخي السبب فيها.. فقال له البابا: خلاص روح إنت وإبعت أخوك عشان أقرا له التحليل * سأله صعيدي: يا قداسة البابا أنا صعيدي وبلديات قداستك, وجاي مصر علشان اسأل سؤال واحد: هل يوم القيامة هنجوم صعايدة زي ما احنا ولا لع فرد الباب يوم القيامة مش هتقوم صعيدي... ربنا هايكون صلحك علي الآخر.. وتقوم كملائكة الله في السماء. في اجتماع لقداسته وجد الترانيم حزينة فقال للمرنمين: يعني هو كل مرة حزايني؟ هو لازم كل الناس حزينة وواقعة في الخطية؟ ما تقولوا حاجة فرايحي للناس الفرحانة. * قال البابا: فيه ناس بتراقب الناس بشكل صعب, يعني في عزومة واحدة, تقول للضيف أنت ما أكلتش من الصنف ده.. طاب وإيش عرفك.. أكيد بتعد عليه اللقم, وواحد تاني بيقول للضيف كل من اللحمة.. فيقول له أكلت,.. فيرد عليه كل تاني.. فيقول له أنا أكلت حتين لحمة.. فيرد بسرعة لا إنت أكلت3 حتت! * اشتكت له أم من ابنها: الواد مكفر سيئاتي.. * فقال لها: طيب وإنت ليه يكون عندك سيئات علشان يكفرها الواد. * وقالت له امرأة: شهيتي للأكل كبيرة ومهما أكون شعبانة آكل تاني. فقال البابا: الحمد لله إن الكاتدرائية مافيهاش أكل وأوعي تأكلي ذراع اللي جنبك. * سأله بعضهم ما رأي قداستك في الأصولية * فقال مش أصول دية وسئل عن الرأص( الرقص) فقال رأس الحمة مخافة الل * ومن نكات قداسته الطريفة: نملة تمشت علي منارة كاتدرائية وقال لها: آسفة تقلت عليكي. * ويحكي عن قداسة البابا أنه عندما كان تلميذا يحمل اسم' نظير جيد' وتحديدا في حصة اللاتيني وبينما كان المدرس' الجهبذ' يشرح الدرس علي' السبورة' أطلق قداسته طرفة أو تعليقا مضحكا وراح يضحك وضحك كل زملائه بصوت عال.. وما أن إلتفت المدرس خلفه حتي سكت الفصل كله مرة واحدة وطبعا الوحيد الذي لم يتوقف هو قداسته, فما كان من المدرس المشهور بالصرامة إلا أن وضعه في' القائمة إياها' وحتي يضيع عليه' نظير'_ قداسة البابا_ فرصة مضايقته أتقن اللاتيني وأصبح أكثر تلاميذ الفصل نبوغا في هذه المادة تحديدا! * ومما رواه قداسة البابا أيضا عن ذكرياته أيام الدراسة حين كان طالبا أن' فايز'_ وهو طالب وزميل للبابا آنذاك_ كان مغتربا يسكن في غرفة بمنزل تملكه إحدي السيدات' الخواجات' وكانت تؤجره فقط للطلبة الذين يحققون تفوقا, حيث كانت تكره' الحال المايل' وعدم الجدية في الاستذكار. وذات ليلة عاد' فايز' متأخرا فسألته الخواجاية: أين كنت..؟ فأجابها' فايز' علي الفور: عند' نظير'..! ولما رأي' فايز' في عيني السيدة نظرة شك وضع يده علي الكتاب الذي يحمله واقسم:' والكتاب المقدس أنا كنت عند نظير..!'. وفي هذه اللحظة_ لسوء حظ' فايز'_ سمعوا طرقا علي الباب, ولم يكن الطارق سوي' نظير' الذي عاجلته السيدة علي الفور متسائلة:' فايز' كان عندك؟'.. وطبعا' نظير' لم يكذب فأجابها: لا.. فثارت السيدة غاضبة وقالت: لقد أقسم لي علي الكتاب المقدس.. وما أن أشارت إلي الكتاب حتي قهقه' نظير' ضاحكا فلم يكن الكتاب الذي أقسم عليه' فايز' سوي قاموس اللغة الفرنسية..!