أشرف وأعظم معارض علي الساحة المصرية هو الشهيد محمود عبد السلام مجند الأمن المركزي , دفع حياته بسخاء في كمين متنقل بطريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوي ليترك بعد شهادته كيلو ونصف هيروين وسلاحا آليا من سيارة أجرة, والشهيد محمود مثله مثل ملايين المصريين, لا يظهرون في الفضائيات ولا يحاسبون الرئيس علي ثلاثة أشهر قضاها في الحكم, وكأن الرجل يمسك بعصا سحرية ليصلح ما تم تدميره وتخريبه وإفساده علي مدي أكثر من خمسين عاما, دون أن يفتح أحد فمه أو ينبش بكلمة طوال هذا الزمن إلا بعد ثورة يناير التي استشهد فيها وأصيب الآلاف من الأبناء, مثل هذا البطل ولاتزال عروق أهليهم تغلي بنيران الثأر التي لا تهدأ ويقوم كثيرون من الفاسدين والمرتشين والبلطجية مثلهم مثل تجار المخدرات بإعلاء هذا الغليان, وتفجيره وعلي مدي عشرين شهرا, هي عمر قيام الثورة ليسيل دم جديد.. في ميدان التحرير بصراع مفتوح يشتت الجميع حكومة وإعلام وقضاء ومنظمات اقتصادية, ويزيد كل يوم وكل لحظة من متاعب أكثر من90% من أبناء هذا الشعب الذين لا يقيمون المؤتمرات ولا يصدرون التصريحات ولا يتحدثون في الفضائيات. إنهم فقط يعملون ويكدحون من الصحو وحتي النوم ويدفعون بحياتهم وبأبنائهم مثل محمود وأهله.. الذين قدموه شهيدا, ويرضون بقضاء الله بينما غيرهم غارقون في المال والجاه والسفر وناقمون ومدمرون ومتاجرون بمصالح هذا الوطن وأمنه.