8 مع تطور سير القتال في الجبهتين المصرية والسورية تغير موقف الولاياتالمتحدة, وبعد أن كان كيسنجر متعجلا لصدور قرار بوقف إطلاق النار وانسحاب المتقاتلين إلي نقطة بداية المعارك, فإنه راح يسوف في صدور أي قرار مع إشارته لربط القرار بالمكان, وفي يوم14 اكتوبر وصل الرئيس الجزائري هواري بومدين إلي موسكو بعد أن وجه نداء للزعماء السوفيت لزيادة إمدادات الأسلحة لمصر وسوريا, وبعد محادثات دامت أكثر من عشر ساعات أعلن فيها بومدين استعداد الجزائر لدفع ثمن إمدادات إضافية عاجلة من الأسلحة والمعدات لمصر وسوريا, ووافق المشاركون السوفيت علي ذلك, وعندما عرض بريجنيف علي أعضاء المكتب السياسي نتيجة هذه المفاوضات فقد وصفها بأنها محاولة عربية لتوريط الاتحاد السوفيتي بصورة أعمق في صراع الشرق الأوسط. .. اتفق المكتب السياسي علي ضرورة مطالبة السادات بتغيير موقفه من وقف إطلاق النار وتقرير إيفاد رئيس الوزراء كوسيجين الي القاهرة في زيارة سرية جرت في اليوم التالي16 أكتوبر, وقد حرص بريجنيف( الأمين العام للحزب الشيوعي والرئيس الفعلي للاتحاد السوفيتي) علي تزويده بعدد من التعليمات كان منها: كن مرنا.. ناور.. افعل كل ما هو مطلوب حتي لا نتخاصم مع العالم العربي.. يجب عدم إثارة السادات حتي لا يعلن اننا نقوض الصداقة مع العرب. ذكره( أي السادات) بأن القاهرة ليست بعيدة جدا عن القناة, وأن الزعماء السوفيت حذروه دوما من العواقب الخطيرة للحرب, وانه رغم تجاهل النصيحة الودية لموسكو في بعض الأحيان إلا أن الاتحاد السوفيتي مازال يؤيد العرب وسيواصل هذا الدعم. أكد له أن الاتحاد السوفيتي قد يواصل إرسال المعدات, ولكن السوفيت لا يستطيعون تعويض العرب عن خسائرهم الضخمة إلي ما لا نهاية. أما بودجورني( رئيس الاتحاد السوفيتي) فقال لكوسيجين إن عليه أن يستخدم في محادثاته مع السادات حجة أن الولاياتالمتحدة لن تدع اسرائيل تخسر, وإنه إذا رفض السادات اقتراح السوفيت بوقف فوري لإطلاق النار فإن وضعا صعبا سينجم عن ذلك! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر