مشهد غريب يراه كل العابرين من الطريق الدائري ومحور15 مايو بجوار مناطق المهندسين وميدان لبنان, المشهد يثير الانتباه لأنه ليس معتاد لدي الكثيرين. أطنان من أكياس القمامة تفترش أسطح عشرات المنازل وتطلق رائحة كريهة تخترق زجاج السيارات.. خاصة في الأيام الحارة وتوقف الهواء عن الحركة, والمكان هو عزبة الزبالين أو جامعي القمامة الذين يعيشون ويعملون في هذا المكان منذ سنوات... عندما كان بعيدا عن المناطق السكنية, وفي قلب هذا المكان تعيش مئات الأسر التي تتخذ من جمع وفرز القمامة سبيلا للحياة,... المشهد لم يتغير كثيرا في السنوات الماضية.. إلا في اختفاء الخنازير التي كانت تلتهم ما تبقي من قمامة المنازل بعد استخراج ما له قيمة منها, والانتشار العشوائي للمساكن علي الأراضي الزراعية لتصبح العزبة أكثر اتساعا, وكانت قد صدرت عدة قرارات لمحافظي الجيزة منذ سنوات لنقل هذه التجمعات خارج الكتلة السكنية وبعيدا عن مدخل المهندسين... ولكنها لم تنفذ. وهؤلاء يعرفون أكثر من غيرهم أن هذه القمامة تمثل ثروة, كما أن علماء البيئة يؤكدون أن مصر من أغني الدول من حيث نوعية القمامة, فقيمة الطن الواحد تبلغ6 آلاف جنيه والمخلفات في مصر تبلغ نحو45 مليون طن سنويا منها60% نفايات عضوية و40% مخلفات صلبة. ويري هؤلاء الخبراء أن تدوير المخلفات هو الحل الأمثل لمشكلة القمامة, فمخلفات الحدائق تصلح لأن تكون سمادا عضويا والمخلفات الزراعية تصلح كغذاء للأسماك والحيوانات ويمكن أن تنتج المخلفات العضوية غاز الميثان, كما يمكن استغلال المخلفات في توليد الكهرباء لاضاءة كل قري مصر, كما يطالبون باستثمار خبرة العاملين في جمع وفرز القمامة لتنمية صناعة التدوير. ولكن الزبالين أيضا لهم مشاكل... المعلم ابادير بعزبة الزبالين بالمعتمدية يطالب بعودة المتعهد القديم بدلا من الشركات الأجنبية فهو متخصص في هذا العمل الذي توارثه أبا عن جد فاكتسب الخبرة في جمع القمامة وفرزها بعكس الشركات الأجنبية التي لا يملك مندوبوها هذه الخبرة, ومع ذلك أخذت نصيب الأسد من عملية جمع القمامة فتسببت في انتشار البطالة بين الزبالين. ويشير الي ضرورة عودة الخنازير الي أماكن تجمع القمامة حيث تتربي عليها فتأكل الجزء الأكبر منها, ويكون ذلك وفقا لضوابط وزارتي الصحة والبيئة مع خضوعها للتفتيش الدوري. شفيق جلال مدير عام هيئة النظافة و التجميل بالجيزة من ناحيته يقول ان المحافظة وفرت لكل حي من الأحياء50 الف جنيه للإنفاق علي جمع القمامة والتخلص منها مع استخدام كل الوسائل المتاحة والعمل أكثر من وردية والاستعانة بالعمال من خارج الهيئة للقضاء علي مشكلة نقص الأيدي العاملة في مجال جمع القمامة.