لم يكن القدر رحيما بالكرة المصرية.. فلم تكد تلتقط انفاسها المتلاحقة بعد كارثة استاد بورسعيد وتبعاتها المؤثرة من خلال تجميد النشاط الرياضي بصفة عامة والكروي خاصة, حتي دخلت في منعطف أخر أكثر مرارة, نال الكثير من احترام العالم لها, وهو ما يسمي زالمعسكرات الوهمية.. القصة ربما لا تبدو جديدة.. ولكنها تتكرر وبنجاح ساحق وجاء مع اختلاف الاسماء والادوار, فلم تتوقف مع ما حدث مع الاهلي في معسكر إعداده بالامارات.. بل امتدت لتنسج خيوطها الي المنتخب, وجاء الدور علي الاسماعيلي ومن بعده الزمالك في مسلسل طويل ممل أشبه بالمسلسلات التركية. المبررات دائما جاهزة من الادارات المسئولة.. والتحليلات حاضرة من كافة الاطراف, والكل يلقي باللائمة علي الآخر وفي النهاية تتوه القضية وتتكرر المأساة.. والغريب والعجيب انه لا احد يتعلم واذا كان المثل الدارج يقول لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين فإنه يبدو ان هذه الحكمة لم تصل بعد الي مسئولي الاندية والمنتخبات.. فكل مرة يتسول الفريق مباراة من هنا أو هناك ولا يحصل سوي علي اقل القليل من المقابل المادي تحت شعار ليس في الامكان أبدع مما كان.. وان كانت الخسائر ليست مالية فقط هذا التوقيت مهمة, ولكن ايضا من النواحي الفنية ايضا.. فالمنتخب الوطني صاحب الرقم القياسي في الحصول علي بطولة كاس الامم الافريقية سبع مرات بات يتسول لقاء مع منافسين اقل منه بمراحل سواء في التصنيف او التاريخ, بعد ان كانت الفاكسات المقبلة الي مقر الجبلاية تحمل اسماء من عينة البرازيل.. الارجنتين.. فرنسا غيرها.. اذا بالموقف ينقلب رأسا علي عقب وتتوالي الاعتذارات وتقف حدود المنافسات علي الكونغو واوغندا وتنزانيا.. ولا يزال البحث في ادغال افريقيا مستمرا عن اسماء جديدة.