مازالت مرارة التعادل مع سيراليون تسيطر علي جماهير الكرة المصرية في ظل مخاوف بعدم تأهل المنتخب »حامل اللقب« إلي نهائيات أمم افريقيا بالجابون وغينيا الاستوائية 2102. وقد حار الخبراء والمتخصصون في تفسير أسباب سقوط منتخب الفراعنة من »مطب« فقد أول نقطتين في التصفيات الافريقية والتمسك بعادته »المملة« في السقوط أمام المنتخبات المغمورة.. علي أرضه وبين جمهوره. وما بين السقوط في المطب.. والخروج من المأزق يصبح الأمل في تصحيح الأوضاع قائما بشروط.. حددها الخبراء.. في روشتة من عدة نقاط مهمة مع تحميل الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة جميع المسئولية لإخراج المنتخب من المأزق. اجتماع عاصف رغم كل ما تردد عن اجتماع سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة مع الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة وأن هذا الاجتماع مر بهدوء إلا ان المقربين من زاهر أكدوا ان الاجتماع كان عاصفا خاصة أن زاهر كان قد منح شحاتة وجهازه الفني جميع الصلاحيات لإعداد المنتخب في هذه التصفيات. وقد أعرب زاهر خلال اللقاء عن غضبه الشديد من النتيجة التي أحبطت جماهير الكرة المصرية ووضعت المنتخب في حسابات صعبة رغم بداية التصفيات. وشدد زاهر علي الجهاز الفني بضرورة تصحيح الأوضاع بسرعة قبل موعد مباراة الفريق مع النيجر. ورغم اللقاء العاصف إلا ان زاهر رفض الضغط علي شحاتة فيما يتعلق بموقفه من عمرو زكي وشيكابالا مؤكدا انه ترك للجهاز الفني الحرية الكاملة في اختيار العناصر التي يعتمد عليها في المرحلة القادمة. موقف سلبي ورغم سقوط منتخب مصر إلا ان أعضاء مجلس إدارة الجبلاية رفضوا التحدث من قريب أو بعيد عن موقف المنتخب أو مهاجمة الجهاز الفني حسن شحاتة متقلدين بالمثل »السكوت من ذهب«! وحتي لا تتكرر الفصول البايخة التي سبق أن تعرض لها منتخب مصر وأبعدته عن مونديال 0102 بسبب زامبيا فإن »أخبار اليوم« وضعت روشتة من خلال الخبراء ومدربي الكرة لإنقاذ المنتخب من تكرار السقوط في المطب! لام طلعت يوسف المدير الفني لاتحاد الشرطة الاستهتار وضعف الأداء في التعامل أمام سيراليون، مؤكدا ان هذين العيبين دائما يتسببان في خسارة مصر نقاطا مهمة في التصفيات وكأن اللاعبين والأجهزة الفنية لا تتعلم من أخطاء الماضي، رافضا وصف تعادل مصر والجزائر والمغرب وتونس بالظاهرة لأن كل فريق مسئول عن نتائجه وعليه معالجة الأخطاء. وقال طلعت ان السقوط في فخ التعادل مع سيراليون دليل علي ضعف الاستعداد النفسي للاعبين، كما تسبب التغييرات الكبيرة في التشكيلة الأساسية وابتعاد العناصر القديمة عن المستوي الطبيعي في إعطاء فرصة للاعبي سيراليون لمجاراة أبطال افريقيا والتعادل في استاد القاهرة، وأضاف ان مشكلة مباريات مصر أمام المنتخبات الضعيفة هو غياب عنصر الحماسة والجدية، وفي المقابل نجد أن لاعبي الفريق المنافس يمتازون بالقتالية واللياقة البدنية العالية، وبالتالي تصير المباراة أكثر صعوبة ونهايتها غير سعيدة. وطالب المدير الفني لاتحاد الشرطة الجهاز الفني للمنتخب بالتحلي بروح البطولات الافريقية لأنها السبل الوحيد لتحقيق الفوز داخل القاهرة وخارجها في المباريات المقبلة لاستعادة صدارة المجموعة، هذا بجانب إصلاح الأخطاء الواضحة في الفريق لنتجنب المعاناة من نزيف جديد للنقاط مما قد يعرض مصر للغياب من البطولة الافريقية. هواية انتظار الهدايا هاجم علي أبوجريشة نجم مصر والنادي الإسماعيلي الأسبق لاعبي المنتخب المصري، محملا إياهم مسئولية التعادل أمام منتخب سيراليون، حيث أكد ان اللاعب المصري غالبا ما ينظر إلي اسم منافسه فإن كان مغمورا يبدأ في الاستهتار به، مما يتسبب دائما في الخسارة أو ضياع النقاط، وأكبر دليل علي ان الاستهتار يؤدي إلي كوارث هو تعادل هؤلاء اللاعبين المغمورين مع منتخب بطل بحجم منتخب مصر، يجمع لاعبين أصحاب تاريخ وإنجازات كبري. وعلي الرغم من هجومه الكبير علي اللاعبين، ولكن عاد أبوجريشة ليؤكد ان فرصة مصر مازالت موجودة ولكنها أصبحت أصعب حيث ان الصعود يتطلب ان نفوز بباقي المباريات داخل وخارج مصر، حتي لا نأتي في نهاية التصفيات وننتظر الهدايا من الآخرين وهي التي دائما لا تأتي. كبوات الكبار اعتبر محمد عبدالمنعم »شطة« المدير الفني للاتحاد الافريقي تعادل مصر مع سيراليون استمرارا لحالة التهاون بالمنتخبات الضعيفة في التصفيات والبطولات المجمعة، فخلال كأس العالم الأخيرة سقطت فرنسا وإيطاليا في الدور الأول من المونديال، وخسرت فرنسا المباراة الأولي وسط جماهيرها أمام روسياالبيضاء في التصفيات الأوروبية، ولم تتعلم الجزائر والمغرب وتونس من دروس الماضي أيضا، وفشلوا في تحقيق الفوز علي ملعبهم في تصفيات افريقيا. وقال شطة ان مصر تعادلت مع سيراليون لأن الإعلام قلل من قيمة الفريق المنافس، فوصفوا سيراليون بالفريق الضعيف وأنه يفكر في الانسحاب لعدم قدرتهم علي تحمل التكاليف المالية ولعدم امتلاكهم الملابس الرياضية لأداء المباراة، وكل هذا جعل لاعبي مصر يعتقدون ان المواجهة سهلة للغاية، معتقدين ان التاريخ وبطولاتهم تساندهم فجاءت النتيجة عكسية، ليتواصل مسلسل الكبوات المصرية مع الفرق غير صاحبة التاريخ، مشيرا إلي ان الجهاز الفني لم يحسن الإدارة قبل وخلال المباراة أمام سيراليون. وأوضح المدير الفني للاتحاد الافريقي ان شحاتة لم يعد لاعبيه نفسيا لتلك المباراة فأوقع فريقه في نفس مأزق التصفيات الافريقية المؤهلة للمونديال، لذا علي شحاتة ان يجد الدافع ليتخطي هذه الكبوة، وعليه ان يدرك ان الاعتماد علي الأسماء ليس كافيا لتحقيق الفوز، فكرة القدم صارت تعتمد علي المهارات الفردية والقدرات الذاتية لكل لاعب داخل الفريق بغض النظر عن تاريخ هذا المنتخب. وأكد شطة ان سقوط مصر وباقي المنتخبات العربية العريقة أمام منافسين صغار سيتكرر في حالة عدم قيام مسئولي الكرة في تلك الدول بتغيير الصورة أمام الفوز المضمون علي حساب الفرق الضعيفة، فالمستويات صارت متقاربة بدرجة مخيفة والمفاجآت واردة. اجتهاد سيراليون نفي محمود بكر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ونجم الأوليمبي الأسبق ان يكون تعادل المنتخب المصري أمام الضيف المتواضع سيراليون في مستهل التصفيات المؤهلة إلي أمم أفريقيا 2102 هو سبب التقصير من الجانب المصري، بل ان المنتخب السيراليوني اجتهد تماما وكان ندا عنيدا. وشدد بكر علي أهمية الوقوف الإعلامي إلي جانب المنتخب المصري، حتي موعد مباراة النيجر يوم 01 أكتوبر المقبل وذلك بالتزام الهدوء التام في النقد والتصريحات وترك الجهاز الفني يعمل في صمت دون ضغوط. ويري بكر ان فرصة الصعود مازالت قائمة، وأن مباراة النيجر ستكون الفيصل، حيث ان فوزنا بهذه المباراة سيعطينا الدافع والثقة لاستكمال باقي المباريات بنجاح، وأن تعثر جنوب افريقيا أمام سيراليون سيعيد الآمال إلي نصابها الصحيح. غياب المعلومات دافع محمد عامر نجم الأهلي والمدير الفني السابق للمقاولون عن حظوظ المنتخب المصري في الصعود إلي نهائيات أمم افريقيا 2102، حيث أكد عامر ان لقاء سيراليون كان الأول في التصفيات وأن علاج الأخطاء والاجتهاد في باقي المباريات سيضمن لنا التأهل. وأرجأ عامر صعوبة المباراة السابقة إلي عدم توافر معلومات كافية عن منتخب سيراليون المغمور كرويا، والذي ظهر بشكل منظم ورائع مما فاجأ المنتخب المصري وأدي للتعادل، كما أكد عامر ان التهيئة النفسية للاعبين كانت أقل كثيرا من القدر المفروض، وذلك لتعويض جانب الجهل بالمنافس. كما أضاف عامر ان دخول بعض العناصر الجديدة إلي تشكيلة المنتخب امثال عمرو السولية وأحمد حسن مكي وأحمد علي وبالرغم من مستواهم الرائع إلا انهم اثروا بالسلب علي التجانس بين أعضاء الفريق. تقارب المستويات امتاز مصطفي رياض نجم الترسانة الأسبق بالتفاؤل في تحليله للمنتخب المصري رغم التعادل غير المرضي أمام سيراليون، قائلا: إن فقدان نقطتين مع بداية التصفيات الافريقية نتيجة مفاجئة للجماهير والنقاد المتابعين لأداء بطل افريقيا في الأعوام الستة الأخيرة، لكن لا يجب التوقف طويلا عند تلك المباراة لأن التركيز في المواجهات المقبلة سيكون مفتاح التأهل للبطولة الافريقية، كما ان اللاعبين مازالوا يتذكرون مرارة عدم التأهل للمونديال، ولولا غياب التوفيق عنهم لكان الفوز من نصيبهم، لكن لاعبي سيراليون كانوا في قمة تركيزهم ولياقتهم البدنية واستحقوا التعادل. وأضاف رياض ان الجماهير المصرية عليها تقبل النتائج المفاجئة لأن مستوي الفرق المتنافسة في التصفيات عادة يكون متقاربا، فالجزائر تعادلت وسط جماهيرها أمام تنزانيا، وكذلك المغرب مع افريقيا الوسطي في نفس التصفيات، مما يعني ان الفرق الكبيرة معرضة لمواجهة الكبوات أمام منتخبات صغيرة، مشيرا إلي ان هناك الكثير من الظروف المعاكسة التي واجهت مصر عند مواجهة الفرق الضعيفة، فإذا كانت مصر تلعب في ملعب منافسها يعاني اللاعبون من سوء الأرضية والتقلبات الجوية، ومباراة سيراليون الأخيرة رغم انها علي استاد القاهرة لكن الجهاز الفني عاني من غياب العناصر الأساسية في خط الهجوم وبالتالي غابت الفعالية الهجومية علي مرمي المنافس. وأكد رياض ان اعتراف شحاتة والجهاز الفني بالوقوع في أخطاء بالخطة والتشكيل بداية التصحيح الحقيقية، ولا يجب التفريط في تحقيق الفوز علي النيجر وسط جماهيرها حتي يتم تصحيح موقف المنتخب المصري في التصفيات قبل الصدام مع جنوب أفريقيا.