سارة حسين فتح الله ما بين المعتقل ومحاولات الاغتيال والحصار والسجن يعيش الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية وامام المسجد الاقصي الشريف في فلسطين حياته بابتسامة دائمة. تعود علي الملاحقة .. وصار صديقا للقيود فلم يعد يتفاجأ بهذا المشهد المتكرر وهو اقتحام جنود الاحتلال الاسرائيلي لبيته واعتقاله واقتياده إلي المجهول. ولأنه بدأ نشاطه الإسلامي مبكرا, حيث اعتنق أفكار الإخوان المسلمين, ونشط في مجال الدعوة الإسلامية فقد شارك في تأسيس الحركة الإسلامية في داخل إسرائيل في بداية السبعينيات, وظل من كبار قادتها حتي الانشقاق الذي حدث نهاية التسعينيات بسبب قرار بعض قادتها ومنهم الشيخ عبد الله نمر درويش رئيس الحركة خوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي. اهتم الشيخ صلاح اهتماما كبيرا بقضية المقدسات الإسلامية من مساجد ومقابر ومقامات حتي إن الاسرائيليين أسموه( سيد الحرم القدسي) ولقبه الفلسطينيون بحارسه لدوره البارز في الحفاظ علي المسجد الأقصي فهو أول من فضح عمليات الحفر الإسرائيلية تحت المسجد الاقصي. و قام بتشكيل جمعية الأقصي للوقف والتراث لحماية الاثار الفلسطينية, هذا إلي جانب محاولاته الدائمة لإفشال المخططات الإسرائيلية الساعية لإفراغ الأقصي من المسلمين, عن طريق جلب عشرات الآلاف من عرب الداخل للصلاة فيه عبر مشروع مسيرة البيارق, ونجح الشيخ صلاح أيضا في إعمار المصلي المرواني داخل الحرم القدسي الشريف وإعمار الأقصي القديم الموجود تحت الأرض وتنظيف ساحاته وإضاءتها. ومع استمرار الشيخ رائد في الدفاع عن الاقصي لم يجد الاحتلال حلا سوي اعتقاله وإبعاده عن القدس ومنعه من دخول القدس عام2009 وأصدرت محكمه إسرائيلية عام2010 قرارا بسجنه تسعة أشهر. وجاء رد الشيخ بأنه سيدافع عن الأقصي حتي من داخل السجن. وبعد الافراج عنه وشارك في أسطول الحرية لفك الحصار عن قطاع غزة في مايو2010 حيث تعرض الأسطول لعملية قرصنة بحرية من السفن الحربية الإسرائيلية. قتل علي اثرها أكثر من16 من المتضامنين العزل. واصيب أكثر من38 بجراح خطيرة, وتم اعتقاله اثر وصول الاسطول إلي ميناء اسدود. عداء إسرائيل للشيخ صلاح تعددت أسبابه ولعل أبرزها أعتقاد الشاباك جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية أن حركات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة استعانت بعناصر من الحركة الإسلامية فرع الشمال التي يرأسها صلاح في تنفيذ عملياتها في العمق الإسرائيلي. السبب الآخر هو إدعاء إسرائيل بأن الحملات التي يقودها الشيخ رائد للدفاع عن الاقصي وأبرزها حملة الأقصي في خطر التي تبلغ ذروتها كل عام بتنظيم مهرجان سنوي يحضره آلاف الفلسطينيين, أحد أخطر مصادر التحريض ضد إسرائيل والتي من شأنها أن تدفع الكثير من الشباب العربي والمسلم حول العالم لمعاداة إسرائيل.