تحل الذكري ال39 لحرب أكتوبر المجيدة والتي تذكرنا دائما وأبدا بروح يوم6 أكتوبرعام1973, أمجد أيام التاريخ علي المستوي المصري والعربي.ولم تكن العلاقات العربية الأفريقية بوجه عام والعلاقات المصرية الأفريقية علي وجه الخصوص بمنأي عن تلك الأيام المجيدة, حيث قدمت الدول الأفريقية بتكاتفها نموذجا متحضرا واعيا لنصرة الحقوق المصرية والعربية والأفريقية.واليوم ونحن نتذكر الماضي المجيد نجد أنفسنا في حاجة ملحة إلي إستدعاء روح الماضي لتحقيق النجاح والتنمية والتقدم في المستقبل. فخلال الشهور السابقة علي حرب أكتوبر1973 وفور نشوب حرب التحرير قطعت كافة الدول الأفريقية المستقلة وغير العنصرية(حيث هيمن الحكم العنصري علي4 دول)في ذلك الوقت علاقاتها بإسرائيل تضامنا مع الدول العربية بوجه عام ومصر علي وجه الخصوص.وكانت الضربة المصرية الدبلوماسية السياسية شديدة.فقد استندت مصر في تنفيذها لهذا العمل الدبلوماسي الفذ إلي رصيد عقود من التعاون العربي الأفريقي.حيث استندت مصر إلي ظهرها الأفريقي الذي بزغ بوضوح عقب ثورة يوليو1952 وكان التحرر والإستقلال من الإستعمار هو المطلب الأساسي وقتها. جاء التحرك المصري ملبيا لإحتياجات الأشقاء في تلك المرحلة وتقديم الدعم الفعلي لتلك الحركات تدريبا وتمويلا وسلاحا حتي يتحقق الإستقلال.كما تم فح باب التعاون الإقتصادي مع دول أفريقيا حيث الإستقلال مع تقديم الخبرات الفنية الممكنة التي توفر إستقلالية تلك الدول وعدم لجوئها لقوي الإستعمار القديم.كما وقفت مصر(بقوة السلاح)في وجه محاولات تقسيم دول القارة, وكان تدشين منظمة الوحدة الأفريقية في عام1963 من أبرز الإنجازات التي أسهمت مصر في إنجاحها. وعلي الرغم من النشاط المصري العربي في القارة الأفريقية فإن نشاط إسرائيل في القارة لم يكن معدوما بل إتسم بالتسلل تحت مظلة سلطة قوي الإستعمار القديم ومع مرور الوقت انكشفت النيات الحقيقية التي دفعت إسرائيل لدعم النظم العنصرية في القارة بالإضافة لدعم الحركات الإنفصالية ولكن ومع التحركات المصرية, بدأت الدول الأفريقية في التحرك التصاعدي التدريجي نحو مطالبة إسرائيل بالإنسحاب من الأراضي العربية. وتم تتويج جهود التقارب والتعاون العربي الأفريقي بإستضافة مصر المنتصرة لمؤتمر القمة العربي الأفريقي الأول عام.1977 وخلال الأعوام التالية جرت الكثير من المياه في الأنهار وتغيرت معها الظروف والمعاييروالمتطلبات.فقد إنطلقت الإحتياجات الأفريقية لما هو أبعد من الإستقلال عن الإستعمار القديم الذي رحل مستبدلا بوجوده التقليدي أساليب جديدة مبتكرة.كما إنطلق الفكر الأفريقي نحو قضايا جديدة من الواضح أن الدور المصري والعربي في حاجة إلي تطوير,إستكمالا للطريق الذي بدأه أثناء الإعداد لحرب أكتوبر المجيدة,لمواكبة متطلبات العلاقة الناجحة التي تفرضها البيئة الجديدة المحيطة بالعلاقات المصرية العربية الأفريقية. [email protected]