تعايشت مع أحداث رسالة كبش الفداء بكل إحساسي ووجداني.. ومع انفعالات صاحبتها.. قررت التعامل معها بروح من الود والمرح وكأنها ابنتي لكي أتمكن من إزالة شعورها بأن الحياة سوف تتوقف لمجرد تكرار فشل زيجاتها الثلاث. إننا نعلم أن الزواج الثاني والثالث والرابع من الأمور التي شرعها الله سبحانه وتعالي بقوله عز وجل ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (1) وآتوا اليتامي أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم الي أموالكم إنه كان حوبا كبيرا (2) وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدني ألا تعولوا من سورة النساء (671).. وهذا أمر شرعه الله سبحانه وتعالي يتبعه من كان مضطرا له, بشرط أن يكون قادرا علي القيام بكل شروطه ومتطلباته الدنيوية. ولكن لم تصادفني أي زيجة ثانية كتب لها النجاح, فالمرأة اليوم أصبحت غيرها بالأمس, حيث تحتسبها إهانة لها ولكبريائها وبمثابة الزلزال الذي يعصف بكيانها, حتي ولو كان إحساسها هذا علي حساب مرضاة الله عز وجل.. وفي المقابل نري أن رجال زمان كانوا يخافون الله, وهم غير رجال اليوم, فمعظمهم لا يفكر فيما هو أكثر من تلبية رغباته الجسدية بالسعي إلي التغيير فقط, ويكون هذا علي حساب عائلاتهم. فأنا ومن وجهة نظري الشخصية أعتبر أن الزواج الثاني في الغالب ما هو الا نوع من أنانية الرجل لأنه ينصب في الأساس علي المتعة وبكل أشكالها, ولدي بعض الأصدقاء فقدوا دينهم ودنياهم بسبب فهمهم الخاطيء لتعدد الزوجات.. وغالبا ما يتسبب هذا الزواج في عدة مشاكل, والحقائق تشير الي أن نسبة فشله تكون أكبر كثيرا من نسبة نجاحه لأنه ينصب أولا وأخيرا علي أنانية الرجل, والنتيجة دائما هي عدم وجود فائز, فالجميع خاسرون بدءا من الرجل الذي يصاب بأزمة حقيقية والكثير من التخبط نتيجة إصابته بالأرق والإزعاج, وكذا التسبب في تورطه بالكثير من المطالب التي تضيف الي رصيده المزيد من الأعباء تجعله يعيش علي أرض هشة قابلة للانهيار في أي وقت, مع عدم اغفال افتقاد الرجل حنان الأبوة نتيجة إهماله أبناءه, بل نجد أن الزوجة الثانية تتجرع الآلام من نظرات الناس وآرائهم السلبية, ونجدها تتعرض لظلم المجتمع سواء كانت ظالمة أو مظلومة.. فتتناولها الألسن بأنها خاطفة للرجالة وبأنها المعتدية علي كيان الأسرة المستقرة, وهي التي تسعي الي تدمير حياة أمرأة أخري.. وتصبح في نظر المجتمع الخبيثة التي تتسلل الي قلب الزوج لتجذبه اليها فينسي معها حياته مع زوجته الأولي, ويهمل أبناءه.. ثم يأتي دور الزوجة الأولي والتي غالبا ما تهتز صلابتها وتصاب بالإحباط الشديد.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل بمقدور الزوجة الثانية أن تزيح الكدر والهموم عن كاهل الرجل؟ وهل تكون بالفعل سببا في منحه السعادة التي يفتقدها في زوجته الأولي؟ وبالطبع فإن القاعدة تجيب بكلمة لا..., ففي معظم الأحوال نجد أن الرجل يخشي علي مشاعر زوجته الأولي, ويصعب عليه التخلي عنها حتي ولو طالبته بالطلاق صراحة.. فالزوجة الأولي دائما هي الأساس لأن زواجهما كان مبنيا علي أسس أقوي من الزواج الثاني, ومنها بناء الأسرة الدينية القوية مع إيماني الكامل بأن لكل قاعدة استثناء.. وأن من النساء من لا تستحق لقب الزوجة سواء الأولي أو الثانية. وأقول لكاتب هذا التعليق الأستاذ محسن موسي: يسرف الكثيرون في الزواج والطلاق, والاحتفاظ بأكثر من زوجة, وتكون البداية دائما وردية ثم سرعان ما تنقلب الي نكد شديد, وقد يصاب الزوج بالقلق والتوتر والأمراض ولا يجد مخرجا مما هو فيه بعد أن يكون قد رزق بأولاد من كل زيجة.. وزادت الضغوط عليه من كل جانب. والحل هو التريث الشديد عند الزواج الأول, فينأي بنفسه عن الزواج الثاني إلا في ظروف قهرية كالعجز أو الوفاة.