تضامنا مع المواطنين في مواجهة الغلاء المبالغ فيه بأسعار اللحوم, ألزمت غرفة المنشآت السياحية والفندقية جميع المطاعم بمقاطعة اللحوم اليوم كنوع من الاحتجاج علي هذه الزيادة المطردة. وتأتي هذه الإجراءات كمحاولة لوقف لهيب الأسعار المتصاعد للحوم بعد أن اقترب سعر الكيلو جرام من70 جنيها في بعض المناطق. وجدي الكرداني رئيس غرفة المنشآت السياحية والفندقية يقول: تم اتخاذ قرار في مجلس الإدارة بإلزام جميع المطاعم والمنشآت السياحية المصرية بمقاطعة اللحوم اليوم, لأننا وجدنا أن فواتير شراء اللحوم تأتي إلينا كل مرة أكثر من سابقتها ونضطر لسدادها لأنه لا غني لأي مطعم سياحي عن شراء اللحوم ليقدمها لرواده, وقمنا بمناقشة الأمر في اجتماع مجلس الإدارة, وقررنا أن نقاطع اللحوم لمدة يوم واحد لنري إذا كان هذا سيكون رادعا أم لا, خاصة أن لدينا1300 مطعم في أنحاء الجمهورية منها المطاعم العائمة ومسارح المنوعات والملاهي الليلية والكافتيريات, وهو ليس بالعدد القليل, ولن يقدم أي مطعم أي وجبات تحتوي علي لحوم في اليوم حتي لو لدينا مخزون في الثلاجات لن نستخدمه لمدة24 ساعة, وقرارات مجلس الإدارة ملزمة لجميع أعضاء الجمعية العمومية وكل مدير مطعم هو عضو في الجمعية العمومية, وقام كل مطعم بتعليق لافتة علي بابه فحواها نأسف علي عدم تقديم اللحوم يوم الاثنين26 ابريل ونقدم الدواجن والأسماك وهذا يعتبر موقفا حضاريا يأتي تضامنا مع المواطنين في مواجهة الغلاء المبالغ فيه, كما أن هذا يأتي لمصلحة الجميع سواء المطاعم أو المواطنون, أما بالنسبة لمن يقول إن السياح الأجانب لا ذنب لهم في هذا الأمر فلماذا نحرمهم من تناول اللحوم يوما كاملا, فأنا أرد علي هذا بأن الأجانب يقدرون هذا الموقف جيدا بعد أن وضحه أصحاب الشركات السياحية لكثير منهم بأنه رد فعل للزيادة غير المبررة للأسعار, حيث ارتفع سعر اللحوم بنسبة35% مما رفع التكلفة في المطاعم الخمس نجوم بنسبة40%, فاللحوم تمثل60% من الطبق المقدم للزبائن وإذا كنا نبيعه من قبل ب60 جنيها بكل مكوناته, فإننا سنضطر لرفع سعره ليتراوح ما بين70 و90 جنيها. ويضيف وجدي الكرداني قائلا: من الممكن تفعيل عقوبات علي المطاعم التي لا تلتزم بذلك لكننا لسنا في حاجة لها لأن الجميع متحمس للمقاطعة ومرحب بها سواء, مديري المطاعم أو مرتاديها, فكثيرون يطالبون بالمقاطعة دون تحرك أما نحن فقمنا باتخاذ قرار ايجابي. اللحوم المستوردة ولكن البعض يسأل: لماذا هذه المقاطعة, رغم أن المطاعم السياحية تستخدم اللحوم المستوردة؟ يجيب وجدي الكرداني: هذا الكلام غير صحيح, لأن المطاعم السياحية تتعامل مع اللحوم البلدية والمواطن المصري لا يستسيغ اللحوم المستوردة, وقد تقدم المستوردة للأجانب لأنهم اعتادوا عليها وهذا في الفنادق بصورة أكبر, كما أن أسعار اللحوم المستوردة ارتفعت أيضا فقد وصل سعر الكيلو إلي38 جنيها بعد أن كان ب27 جنيها فقط, والفيلية البرازيلي وصل إلي76 جنيها للكيلو, في حين أن الفيليه الهندي وصل إلي64 جنيها, وبصفة عامة فإن العملية عرض وطلب طالما أن هناك إقبالا فالسعر يتزايد. وقد قامت الغرفة بعمل بحث في جميع المناطق الراقية والمناطق السياحية ووجدنا أن اللحوم متوافرة وبكثرة وليست شحيحة فتعجبنا للارتفاع غير المبرر للأسعار فلم نجد أي إجابة وكلما نسأل أحد البائعين أو الجزارين لانجد لديه سوي اسألوا موردي اللحوم!. وأكد أن هذا القرار ملزم لتضامننا مع حملة مقاطعة اللحوم غير المبررة كتجربة الزامية وإعادة التجربة مرة أخري لتمتد لمدة أسبوع أو ربما إذا استمرت هذه الزيادات. ارتفاع غير مبرر أحمد الناظر الأمين, أمين عام غرفة المنشآت السياحية يقول: المتعارف عليه إن ارتفاع سعر أي سلعة أو منتج يأتي نتيجة ارتفاع المكونات الخاصة به, وبالنسبة للحوم فلم يحدث ارتفاع لأسعار العلف أو شيء آخر مرتبط بها, وبالتالي فإن هذا الارتفاع المتزايد بصورة مطردة لايجب الاستسلام له ولابد من الاحتجاج عليه, خاصة أننا كمنشآت سياحية مقيدون بسعر بيع ولم يحدد لنا سعر شراء وبالتالي أي عنصر نقوم بشرائه يدخل ضمن التكلفة, وارتفاع سعر اللحوم التهم هامش الربح, فعنصر التكلفة جزء من كثير من العناصر التي تدخل ضمن السعر النهائي لما نقدمه للمواطن, ويوضح أن قرار المقاطعة يوم واحد فقط, لأن هناك بعض المطاعم تعتمد فقط علي اللحوم وعندما نفرض عليها أكثر من يوم فإن هذا يعني أننا فرضنا عليها إجازة, كما أن يوما واحدا يعني أن هناك خمسة أطنان من اللحوم لن يتم شراؤها في القاهرة فقط ويحدث نوع من الركود في السوق, واليوم الواحد هو مبادرة للاحتجاج وكثير من المواطنين سوف يشتركون معنا لنلفت الأنظار إلي أن هناك طرقا حضارية لمحاربة الغلاء, وسوف نقوم بتقويم هذه التجربة ورد فعل التجار وبناء عليه يتم أخذ قرارات أخري. ويؤكد محمد علي المشد الرئيس التنفيذي لإحدي مجموعة المطاعم السياحية أن المقاطعة ليوم واحد تكفي لأنها تحمل رسالتين, الأولي للمواطنين وهي أننا لا نرضي بهذا الوضع ونتضامن معكم في الاحتجاج عليه, والثانية للتجار أننا لا نرضي بما يحدث, وأنها مجرد بداية سوف تتكرر كثيرا بعد ذلك, وحول ما إذا كان هذا يؤثر علي ايراد المطاعم يقول: بالطبع قد يكون هناك تأثير لكن ما دام هذا في الصالح العام فلا يهم, فالمكسب سيعود علي الكل لإصلاح هذا الوضع. قرار متحضر أما محمد مصطفي مدير أحد المطاعم السياحية المقامة علي النيل فيقول: إن هذا القرار متحضر وسوف نشارك فيه بلاشك ونتمني أن يطبق هذا علي كل المنتجات التي يزداد سعرها بجنون مثل اللحوم, وقد قمت كمواطن بمقاطعة اللحوم في بيتي منذ أن وصل سعرها إلي50 جنيها, وأعلم أنها وصلت الآن إلي70 جنيها وهذا سعر لا مبرر له, وبالنسبة للمطعم فإن لدينا كثيرا من الوجبات المتنوعة التي نقدمها للزبائن غير اللحوم دون أن نخسر شيئا, كما فعلنا وقت انفلونزا الطيور ولم نقدم الدواجن, وأعتقد أن المقاطعة تحتاج إلي مدة أطول من يوم, كأن تمتد لأسبوع أو شهر, لأن اليوم الواحد من الممكن أن يعطي المورد العاملين لديه اجازة لكنه لن يستطيع أن يعطيهم اجازة لمدة أسبوع أو شهر, كما أن دورة العمل لديه سوف تتأثر وتتعطل, وسيضطر لسداد مرتبات العاملين لديه من ماله الخاص وإلا سيتركه العمال الذين لا يمكنه الاستغناء عنهم, لأنه قام بتدريبهم وتعويدهم علي نظام العمل الخاص به وأن العمال الجدد سوف يرهقونه, فيضطر لتخفيض الأسعار حتي يتجنب الخسائر.