تفرض علينا التداعيات السلبية لأزمة إنتاج الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام مجموعة من الأسئلة أهمها: كيف سمحنا لأنفسنا في أغلب العواصم العربية والإسلامية بأن نرقص علي أنغام مجموعة أشخاص موتورين ومتطرفين. يستثمرون مظلة الحريات في المجتمع الأمريكي لإشعال نيران الغضب في بلادنا حتي يمكن الشوشرة علي القضايا العربية والإسلامية العادلة؟ كان لابد من ترشيد مشاعر الغضب لكي تظل في إطار الحق الطبيعي المشروع للتعبير عن الرأي وعدم الانزلاق إلي خطايا وأخطاء تمس التزاماتنا بحماية السفارات والقنصليات الأجنبية وبالتالي تفادي إحراج الحكومات العربية والإسلامية التي اضطرت لتقديم الاعتذارات عما وقع من هجمات واحتجاجات, ومع ذلك تتدلل الإدارة الأمريكية وتري أن هذه الاعتذارات غير كافية. إن الذين رفعوا رايات التطرف في الغضب والاحتجاج غاب عنهم سؤال مهما هو: ما أهمية وقيمة وتأثير هذه التجاوزات في هدف نصرة النبي الكريم.. وما هو الجانب السلبي الآخر الذي يمكن أن يترتب علي سوق مزايدات انتخابات الرئاسة الأمريكية هذه الأيام. إن الذين أجرموا ضد مشاعرنا بإنتاج هذا الفيلم المقزز حسبوها بالمسطرة والقلم وحددوا بدقة إجابات علي أسئلة مسبقة تتعلق بقياسات ردود الفعل المحتملة ليفتحوا باب المقارنة بين أنظمة استبدادية كانت حليفة لأمريكا وبين أنظمة وليدة لا تمانع في استمرار الأبواب المفتوحة مع أمريكا لكنها في الوقت ذاته مشدودة داخليا تحت تأثير العديد من القوي المتشددة التي تري أنها اللاعب الأساسي في وصول تنظيمات التيار السياسي الإسلامي إلي سدة الحكم في كافة عواصم الربيع العربي!. خير الكلام: العاقل يعترف بأخطائه.. والعنيد يزعم أنه علي حق! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله