بعيدا عن الحق المشروع في إبداء الغضب العربي والإسلامي من هذا الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام فإن الذين قاموا بالتحريض علي حرق السفارات الأمريكية وتهيئة الأجواء لقتل السفير الأمريكي في ليبيا هم الذين قلبوا المائدة علي رءوس العرب والمسلمين وأضاعوا فرصة ذهبية لتصحيح الصورة ودحض المزاعم الكاذبة التي تتردد بشدة ضد كل ماهو عربي ومسلم منذ أحداث11 سبتمبر عام.2001 لقد أدت التصرفات غير المسئولة في عالمنا العربي والإسلامي إلي تشجيع القوي الكارهة للعرب والمسلمين علي حرية التحرك من جديد داخل المجتمع الأمريكي واستئناف عمليات غسيل المخ ببراعة لخدمة أهدافها ومقاصدها. كان ينبغي علي الذين ارتدوا ثياب التطرف في صنع رد الفعل العربي والإسلامي أن يدركوا هوية الممسكين بمفاتيح الميديا الإعلامية الأمريكية والذين يتحينون أية فرصة لعرض الصور المشوهة للعرب والمسلمين واستثمار الغياب المعرفي في المجتمع الأمريكي المتعدد الأعراق بحقيقة الدين الإسلامي. ثم لعلي أتساءل بكل حسن النية.. لماذا لم نسمع حتي الآن صوتا واضحا لعشرات المنظمات والاتحادات العربية والإسلامية المنتشرة في أمريكا من خلال دور نشط وفعال يتجاوز حدود رد الفعل وينتقل إلي إنتاج أفلام معاكسة تصور الإسلام والمسلمين في الصورة الصادقة والصحيحة. ومع تسليمي بأن ما أطلبه من الاتحادات العربية والإسلامية الأمريكية ليس بالأمر السهل لكنه أيضا ليس بالأمر المستحيل... وعلينا أن نسعي مرة واحدة لنفي التهمة الملتصقة بنا والقائلة بأننا أصحاب' الفرص الضائعة'! خير الكلام: إحذر من الرجل الذي يتظاهر بأنه قد ابتلع إهانتك له! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله