هذا السعار المحموم الذي يتصاعد في صفوف اليمين الأوروبي بوجه عام واليمين الفرنسي علي وجه الخصوص عقب حادث الهجوم علي مدرسة أطفال يهودية في مدينة تولوز يستوجب صحوة عربية لدحض كل الافتراءات المبنية فقط علي أن مرتكب الهجوم شاب فرنسي مسلم من أصول جزائرية. لعلي أكون أكثر صراحة وأقول: إن العرب والمسلمين باتوا اليوم في أمس الحاجة إلي الإسراع بإدارة حوار مع النفس والذات ينطلقون منه إلي رؤية فكرية موحدة تؤكد انتصارهم للانفتاح والحوار مع سائر الحضارات. إن أخطر ما يمكن أن تتعرض له الإنسانية تحت دعاوي وأكاذيب ما يسمي بصدام الحضارات هو الارتداد إلي عصور بربرية كما تنبأ بذلك الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي دوني ديدرو ولدينا أكثر من دليل في الماضي والحاضر علي انحطاط السلوك الإنساني تحت وطأة غياب العقل والحكمة وغياب لغة التسامح والتعايش وانتصار منطق القوة والتعصب ورفض الآخر. قبل أسابيع نشرت الصحف العالمية قصة الجندي الأمريكي الذي قتل عشرات المواطنين الأفغان بدم بارد وهو أمر لا يختلف كثيرا عما كان يحدث خلال حرب فيتنام في نهاية حقبة الستينيات وبداية حقبة السبعينيات من القرن الماضي التي جسدها الأديب الأمريكي وليام بيتر بيلاني في روايته الشهيرة طارد الشياطينالتي يعرض فيها لقصة حقيقية كان قد قرأها في الصحف عن جندي أمريكي دخل إلي مدرسة أطفال في إحدي القري الفيتنامية النائية وراح يثقب آذان التلاميذ واحدا بعد الآخر بعود ثقاب مشتعل دون أن يأبه لصراخهم من شدة الألم! وقد عبر وليام بيتر بيلاني علي تلك الحادثة في روايته بأن هذا السلوك الشاذ والمنحرف من جانب الجندي الأمريكي ليس سوي دليل علي حضور الشيطان في بعض الناس في بعض الأزمان بأسماء متعددة وصور وتقمصات مختلفة وباختلاق ذرائع ومبررات لا أساس لها. ليت الكل ينتبه إلي مخاطر حضور الشيطان وإلي مخاطر ارتداد العالم إلي عصور بربرية! خير الكلام:
كل شيء يحتاج إلي معلم ما عدا الشر! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله