أخشي ما أخشاه أن يغيب عن أذهاننا أن الفخ المنصوب للعرب والمسلمين هذه الأيام قد جري الترتيب له استنادا إلي قياسات مسبقة لردود الفعل المحتملة ضد الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام, وبالتالي نشهد ردود أفعال معاكسة في الغرب تستهدف إعادة إنتاج المناخ المسموم عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام2001 والتي بلغت ذروتها عندما صدم الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن مشاعر العرب والإسلام بربط الإسلام بالفاشستية! والحقيقة أن ما تقيأ به الدكتور هنري كيسنجر أبرز وأقدم وزراء الخارجية في واشنطن وأحد أهم المستشارين السابقين للأمن القومي قبل أيام ردا علي انفلات مشاعر الغضب ضد السفارات الأمريكية في الدول العربية والإسلامية لا يختلف كثيرا عما نطق به بوش قبل11 عاما مضت. أريد أن أقول: إن اتساع مساحة التحريض ضد العرب والمسلمين وانتقالها بسرعة فائقة في الأيام الأخيرة من الميديا الأمريكية إلي الميديا الأوروبية ربما يشير إلي وجود رغبة دفينة في إعادة بعث جذور الصدام الحضاري بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي بمثل ما حدث قبل عدة قرون عقب ضعف وانهيار الدولة العثمانية وسقوط معظم الدول العربية والإسلامية تحت قبضة الاستعمار الأوروبي الذي استخدم كل وسائل الترغيب والترهيب لفرض ثقافته المادية والملحدة علي الشعوب العربية والإسلامية, ومع ذلك باءت كل هذه المحاولات بالفشل في نهاية المطاف! وظني أننا بحاجة إلي مزيد من الوعي واليقظة وعدم الوقوع في الفخ المنصوب, وإعادة تذكير هذه القوي الصدامية بأن الغرب مدين للإسلام بالشيء الكثير, لأن الإسلام هو صاحب الفضل في وضع معظم الأسس العلمية والفكرية للحضارة الغربية التي يتباهون بها علينا هذه الأيام. خير الكلام: أحيانا يكون التسامح أشد عقاب لمن يظلمك بغير حق! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله