علي مدي ثلاثة أيام دارت مباحثات بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للتوصل الي اتفاق بشأن القضايا الخلافية المعلقة منذ اعلان قيام دولة الجنوب في يوليو الماضي. وقد عقد الرئيسان أربع جولات من المباحثات الصعبة, في الوقت الذي كانت فيه الفرق الفنية ووفود البلدين تعقد اجتماعات مطولة علي مدار الساعة بهدف التوصل الي اتفاق بخصوص أبرز القضايا في مقدمتها استئناف تصدير البترول الجنوبي عبر أراضي الشمال وحل الخلافات الحدودية بين الدولتين. وقد تأرجحت المحادثات مابين الفشل والتفاؤل الحذر, وان كان اللقاء بين الرئيسين في حد ذاته خطوة ايجابية تحمل بوادر احتمال التوصل الي اتفاق. وكان اجتماع القمة بين البشير وسلفاكير قد انطلق يوم الأحد الماضي بمبادرة من الاتحاد الإفريقي ووساطته ورعايته, ومشاركة ووسطاء دوليين ورعاية رئيس وزراء أثيوبيا الجديد هيلامريام دسالين متزامنا مع نهاية المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لتسوية القضايا المعلقة بين السودان وجنوب السودان. وقد نجحت القمة وفقا لآخر المعلومات القادمة من أديس أبابا في حسم الملف الاقتصادي حيث اتفقت الدولتان علي رسوم عبور بترول الجنوب عبر الشمال, وهي قضية مهمة بعد أن انهار الاتفاق المؤقت الذي توصلت اليه الدولتان في أغسطس الماضي لاستئناف صادرات البترول وكانت حكومة جوبا قد أوقفت انتاجها من البترول بعد حدوث خلاف مع الخرطوم علي رسوم العبور. غير أن قضيتي ترسيم الحدود والنزاع حول منطقة أبيي النفطية هما الأكثر تعقيدا في ملف المحادثات علي مائدة البشير وسلفاكير وقد شكل الاتحاد الأفريقي فريقا من الخبراء لتقديم ورقة لمعالجة الخلاف حول المناطق الحدودية المتنازع حولها علي أن يتم الحل عبر الطرق السلمية من خلال التفاوض, واذا فشل الطرفان فانه يمكن احالة النزاع الي التحكيم الدولي.. وفيما يتعلق بالنزاع حول أبيي فان المعلومات تشير الي أن البشير وسلفاكير وافقا علي مقترح تقدم به كبير المفاوضين الأفارقة ثابو مبيكي.. واعتبر المراقبون موافقة الخرطوموجوبا علي مقترح بيكي خطوة كبيرة نحو ابرام اتفاق شامل بين البلدين يقود الي قيام علاقات طبيعية بين دولتين جارتين متعاونتين لا متعاديتين!