يبدو ان المشكلة في سيناء بدأت تتفاقم يوما بعد يوم عقب العملية التي نفذها مجموعة من المسلحين ضد دورية حدوديه اسرائيلية مما اسفر عن مقتل جندي اسرائيلي, والمسلحين الثلاثة بعد تعامل الدورية الاسرائيلية معهم. قد يمر هذا الحادث مرور الكرام علي البعض علي أساس ان المناوشات الحدودية دوما ما تحدث بين عناصر متسللة, وعلي امل ان الامور قد تنتهي, ولكن القضية اخطر من ذلك بكثير, فعلي الرغم من العملية العسكرية الضخمة التي تنفذ في سيناء ضد الجماعات الجهادية الارهابية, التي اصبحت تستوطن شبه الجزيرة, الا ان العمليات الارهابيه مستمرة ضد عناصر من الشرطة والأكمنة علي الطرق والاقسام, وبرغم أن الخسائر تكون بسيطه فإن الأمر يبشر بخطورة كبيرة ولا يمكن الاستهانة به. أخطر ما في الموضوع ان بعض الدول, اكدت انها علي استعداد للتعاون مع مصر من اجل القضاء علي الارهاب في سيناء, وهو اشارة واضحة علي ان مصر غير قادرة علي التعامل مع تلك العناصر مما ينذر بخطر يتمثل في اعتبار مصر دولة راعية للارهاب ويبدأ المخطط في تنفيذ استراتيجيات لدول كبري في المنطقة. علي الجانب الآخر, نجد إسرائيل اعلنت علي لسان وزير خارجيتها انها لن توافق علي تعديل اتفاقية السلام وذلك فيما يخص زيادة عدد القوات المصرية علي الاراضي, خاصة في المنطقتين( ب, ج),مؤكدة ان ليس المشكلة في زيادة القوات, ولكن المشكلة الحقيقية في كيفية تعاطي الامن المصري مع هذا الملف, وذلك في اشارة واضحة الي ما يظن أنه فشل مصر في التعامل مع هذا الملف. الاخطر في الموضوع هل تقف اسرائيل مكتوفة الايدي في ظل تكرر الهجوم علي اراضيها من قبل الجماعات الارهابية المتسلله عبر الشريط الحدودي, ام انها ستعمل علي التدخل ومطاردة تلك العناصر داخل الاراضي المصرية, وفي تلك اللحظة تدخل مصر في دوامة كبري. اننا امام كارثة حقيقية لا يمكن ان نقف مكتوفي الايدي امامها فهناك مؤامرة ضد مصر ومحاولة توريطها في حرب مع اسرائيل, أو فرض تدخل اجنبي في سيناء للقضاء علي الارهاب, ودخول سيناء في دوامة افغانستان وباكستان, ويجب ان نعي جيدا التاريخ ونستفيد من الدروس التي حدثت امامنا المزيد من أعمدة جميل عفيفى